تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"سارتا بخطوات وئيدة، عابرتي شارع الكيلاني وأشعة الشمس الحمراء والظلال الطويلة، وأخذتا بارتقاء الطريق الترابي، كلّمت أم مدحت حفيدتها: لا تمشين بسرعة عيني سناء، نعم بيبي. كان الشارع، قبيل الغروب، صافياً ورائها، إلاّ أن ريحاً خفيفة حملت ضجته بعيداً، وكانتا تريان مواضع أقدامهما رغم أن المصابيح الكهربائية لم تكن ...متميزة بوضوح. -هواية الخبز حارّ بيبي، الله يديم النعمة، إنشاء الله بيبي،عفبة عيني سناء، تعلمي تحكين هالشكل، لا تخلين اسم الله يسقط من فمك، نعم بيبي كانت حزمة الفواكة والبيض والخضروات ثقلية، وكانت تشعر بأنفاسها تضيق مع كل خطوة ترقي بها الطريق المرتفع باستمرار، فتباطئت بسيرها ونقلت حملها إلى اليد الأخرى، رأت الصغيرة تتمايل مع قنينة الحليب وأقراص من الخبز الحار".
في "الرجع البعيد" صدى يستدعيك لاجتياز تخدم الوجدان العراقي، التغلغل فيه عبارات، كلمات، ومشاهد تصبح من خلالها واحداً من الأسرة العراقية التي اختارها فؤاد التكرلي لتكون وقائع حياتها محور روائية، يصدر من خلالها الواقع الحياتي العراقي بكل أبعاده الاجتماعية السياسية الاقتصادية... رواية لم تقف على أعتاب الكلمات، بل تجاوزتها لتقف على أعتاب الإحساس الإنساني المتفاعل مع محيطه أينما كان وحيثما كان.نبذة الناشر:تنفتح الرواية على عائلة متعبة ذات مساء، وتنتهي في ليلة ماطرة في شارع خال ترقد عليه جثّة صرعها الرصاص. تتشكل الرواية في المسافة الواصلة بين التعب والموت، بين دفء العائلة وبرودة الشارع، بين البيت العتيق الحالم والعاجز والجثّة الهامدة التي صرعها الرَّصاص خطأً في يومٍ دامٍ.
... ترسم "الرَّجع البعيد" أبعاد التراجيديا الكاملة التي تصدر عن عناصر عدّة: اللّقاء الفاجع بين الوعي الفردي والجماعي والتاريخ، مسيرة المأساة التي تتكوَّن وتتشكَّل بدون أن ترى إلاَّ في لحظتها الأخيرة، ثمّ استسلامه في لحظة الانهيار بدون أن يدري مصدر المأساة أو نهايتها. إنَّ ما يجعل "الرَّجع البعيد" رواية كبيرة كاملة التميّز والصَّوت، هو التقاطها صوت التاريخ المحتجب في العلاقات اليوميّة، الذي تعيد الكتابة تركيبه كي تحجبه من جديد، أو الذي لا تظهره الكتابة كاملاً إلاَّ إذا احتجب. إقرأ المزيد