أمين الريحاني سيرته وأدبه
تاريخ النشر: 01/01/1901
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الريحاني الرجل والأديب! وهل يصح في أي حال أن يفصل الرجل عن الأديب لدى رسول الحرف؟ فلو خيرنا في أروع آثار الريحاني، لاخترنا غير مترددين سفر حياته. فقد ملأ هذا الأديب وجوده الطفاف كداً خيراً على صدق التجربات. فالكلمة التي قالها ومشى لم يشأها لفظة شفاه ولا تركيبة حروف. ...بل فيض نفس مثقلة استمد فيها وهج الدماء "حياتي أريدها أن تشع لا أن تفرقع".
على هدي هذه الكلمات عاش الريحاني فكان أدبه إشعاع حياته، وكانت حياته ذلك الينبوع السخي الذي غرف منه مادة قلمه، فلا الإشعاع خفّ على الأيام، ولا الماء النمير انتهى إلى جفاف. وفي هذا الكتاب إطلال على سيرة هذا الإنسان الذي كانت له إسهاماته الإبداعية في حقل الأدب والسياسة والإنسان قبل كل شيء. فقد حقق الريحاني، رجلاً وأديباً، فكرة الالتزام على أرفع مستوى. لقد وعلى أن الأديب الحقّ كائن اجتماعي كسائر البشر، يمشي على ترابهم، يتحدث بلغتهم، يتنشق هواءهم، يتألم تألمهم، يفرح فرحهم، يقلق قلقهم، وإن عليه بالتالي أن ينطق بلسانهم فلا يراوغ ولا يتلهى بترصيع القشور. لقد أدرك الريحاني أن الأديب الأديب هو أولاً وآخراً إنسان شفاف الحساسية، يقظ الخيال، يعيش الوجود في صميمه ويستوحي اختباره بإخلاص. لقد فهم أن الأديب الحيّ نداء القارئ، فبقدر ما يبطل الأديب أن يكون جزيرة، بقدر ما يهبط من برجه العاجي إلى الأرض فيتصل بقارة الحياة والإنسان، بقدر ذاك يفعل نداؤه، بقدر ذاك يشهد على جيله. وقد سلّط المؤلف الضوء في هذه السيرة على حياة الريحاني وعلى منعطفات هامة في حياته: الريحاني والعرب، القضية الفلسطينية، وصية الريحاني، وأتبع ذلك بحديث حول آثار الريحاني وأسلوبه محللاً آثاره ومبرزاً فلسفته. إقرأ المزيد