تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة المؤلف:" إن أبناء سبأ كانوا ملاحين مهرة، يتاجرون في كل مكان فوق متن سفن كبيرة... ويفيدون من موقعهم المطل على البحر الأحمر"... هكذا قال ( أغاثا رخيوس ) منذ آلاف السنين، واليوم أنت تمعن النظر في طول قامة الوطن لا تجد من التجارة إلا إستيراد، وإن أنت أشرفت على شطآن ...اليمن وأجلت البصر في قسماته وسحنات رجاله، فلن تجد أو تسمع سوى هدير الأمواج الغاضبة لندرة الإفادة من إطلالة اليمن على البحار. ومن ثم، كان ولا يزال مكمن إهتمامنا: العلاقات الوشيجة بين اليمن وشطآنه والبحر وتياراته وكنوزه. فكان كتابنا الأول، ثم هذا الكتاب، وإن إختلف عن الأول حجماً وتخصصاً وفيما كانت عليه تلك العلاقات، وما هي عليه، وما ينبغي أن تكون عليه. وأزعم أني قد إعتمدت في هذه الدراسة على المصادر التاريخية والعلمية المتوفرة والمراجع الأجنبية أثناء أسفاري وتجوالي في المكتبات الزاخرة بشتى العلوم، ثم علي مناقشاتي الميدانية مع رجال العلم في خارج اليمن، ومع الزملاء المتخصصين داخل اليمن. وحاولت أن أتبع في كتاباتي أساليب التحليل والتفسير المتاحة. ولقد إضطررت لتقديم ( البحر ) على ( اليمن ) في سياق السرد الموضوعي، وذلك لإبراز العلاقة التأثيرية ( للموقع الثابت ) في هذه الحقبة من التاريخ، على ( الموضع المتحرك ) أو الذي هو في حاجة لحراك فاعل. أما أبواب الكتاب وموضوعاته الأساسية، فقد تكونت من بابين رئيسين، تطرق الHول منهما لمواضيع الجغرافية ( أو الطبوغرافية ) والتاريخ والإقتصاد والسياسة لكل من البحر واليمن، وأردغنا تلك المواضيع بشؤون الملاحة والتجارة البحرية والموانئ المغرقة في القدم والجديدة والحديثة. وفي الباب الثاني عقدنا المقارنات بين النظام والوضع القانونيين ( وبالتالي السياسيين ) للبحر، وعلاقة ذلك باليمن. وقد سعينا في هذا الكتاب إلى تفريغ المواضيع لتبسيطها، وإلى ترتيبها لتسهيلها للقارئ المطلع ( غير المتخصص ). وأشفعنا المواضيع بخلاصتين وخاتمة. وحسب القارئ غير المتخصص أن يطلع على القسم الأول والمقدمات والتعقيبات واليمنيات ( ما يخص اليمن ) ليدرك مرامي الحيز الأكبر من الكتاب. أما القسم الثاني والكتاب ككل، بفيض مراجعه الأجنبية والعربية وخرائطه وبياناته، فلا أحسبني مبالغاً إن قلت أنه المرجع الرئيسي للمتخصصين ( وخاصة اليمنيين )، طلبة وأساتذة، مدنيين وعسكريين، في مجالات بحوثه. إقرأ المزيد