الماركسية والطبقات الاجتماعية
(0)    
المرتبة: 204,592
تاريخ النشر: 01/01/1975
الناشر: دار إبن خلدون
نبذة نيل وفرات:ما هي الطبقات الإجتماعية في النظرية الماركسية؟ هي مجموعات من قوات الإنتاج، يجري تعريفها أساساً، ولكن ليس حصراً، بالنسبة إلى مواقعها في عملية الإنتاج، أي بالنسبة إلى المكان الذي تشغله في المجال الإقتصادي.
إن الموقع الإقتصادي للقوى الإجتماعية له دور رئيسي في تحديد الطبقات الإجتماعية، ولكن هذا لا يعني أن ...الموقع الإقتصادي كاف بحد ذاته لتعريف الطبقات الإجتماعية؛ تقول الماركسية أن الإقتصاد يلعب فعلاً الدور المقرر في نمط إنتاج معين أو تشكيله إجتماعية معينة، ولكن السياسة والإيديولوجيا (البنية الفوقية) تلعبان هما أيضاً دوراً هاماً في هذا المجال.
وعندما يحلل ماركس وإنجلز ولينين وماو الطبقات الإجتماعية فإنهم أبعد ما يكونون من تقييد أنفسهم بالمقياس الإقتصادي وحده، بل إنهم يرجعون تصريحاً إلى المقاييس السياسية والإيديولوجية؛ وبالتالي بإمكاننا القول أن طبقة إجتماعية ما تعين أو تحدد نسبة إلى موقعها في مجموع الممارسات الإجتماعية، أي نسبة إلى موقعها في تقسيم العمل الذي يضم أيضاً المجالين السياسي والإيديولوجي وهذا الموقع ينسجم مع التحديد البنياتي للطبقات، أي الشكل الذي يؤثر فيه التحديد من قبل البنية (علاقات الإنتاج، السيطرة، الخضوع السياسي - الإيديولوجي) على الممارسات الطبقية - إذ أن الطبقات توجد فقط في الصراع الطبقي.
ويتخذ ذلك شكل تأثير البنية على التقسيم الإجتماعي للعمل، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى هذا التحديد للطبقات، والذي يوجد فقط في الصراع الطبقي، يجب تمييزه عن الموقع الطبقي في وضع معين.
في التشديد على أهمية العلاقات السياسية والإيديولجية في تحديد الطبقات، وعلى الحقيقة القائلة بأن وجود الطبقات الإجتماعية هو في الصراع الطبقي فقط، في التشديد على كل ذلك، علينا أن لا نزلق إلى الخطأ الإرادي النزعة (الإرادية) الذي هو يختزل التعريف الطبقي بالموقع الطيقي فقط.
ويترتب على ذلك نتائج سياسية بالغة الأهمية، سوف يرد ذكرها في الفقرات التي تعالج قضايا الفنيين والتقنيين والمهندسين والإرستقراطية العمالية، ومع ذلك يبقى المقياس الإقتصادي هو المقياس الحاسم، ولكن كيف لنا أن نفهم تعبير "الإقتصاد" و "المقياس الإقتصادي" في المفهوم الماركسي؟. إقرأ المزيد