تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:كثرت عناية الأئمة المسلمين بأمر الدين، فحفظوا السنن على المسلمين، لضبطهم الإسناد وانتقادهم الرواة، وبحثهم عنهم، وتمييزهم بين الصحيح والسقيم، ولولا عملهم هذا لظهر في الأمة من التبديل والتحريف ما ظهر في الأمم الماضية حتى قبلها. لأنه ليس هناك أمة من الأمم حفظت عن نبيها، وحفظت على أمته من ...بعده من أمر دينها، ونفت عنه وعن شريعته التبديل والتحريف ما حفظ الأمة الإسلامية من سنن نبيها (صلى الله عليه وسلم). ثم وفق الله تعالى هؤلاء الأئمة لضبط ذلك والعناية به، حتى لا يتمكن زائغ مثلاً مبتدع أن يزيد في سنة من سنن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا أنكروه، ونبهوا عليه، وميزوا خطأ ذلك من صوابه، وحقه من باطله، وصحيحه من سقيمه، ولولا عملهم هذا لقال من شاء من الزائغين ما شاء.
وكتاب الإمام الدارقطني هذا هو حلقة في سلسلة من المؤلفات في الضعفاء من رواة الحديث. وهو في غاية الإيجاز، وتبعاً لهذا الإيجاز كانت لغة الكتاب أقرب إلى لغة الحوار والمخاطبة والجواب، ولم تكن جارية على الأساليب المعروفة في التأليف. كما أنه حوى مصطلحات عدة يجدها القارئ في كتب الجرح والتعديل. والكتاب أهميته في مجال علوم الحديث وهي تبرز في أمور ثلاثة: أولها أنه من أقدم الكتب المؤلفة في الضعفاء، وهو مصدر اعتمد عليه المؤلفون الذين جاؤوا من بعده. وأما ثانيها فهو أن مؤلفه من المعتدلين. وأما ثالثها فهو أن مؤلفه قمة في هذا الفن، ويكفيه قول الذهبي: "فهو قول حافظ العصر، الذي لم يأت بعد النسائي مثله". إقرأ المزيد