تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الكنوز الأدبية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لا تصغ للناي طويلاً، سوف يجرحك وينال منك، وكلما كان حزنك عميقاً، طاب للناي أن يتوغل بشفرته نحو الشفاف، شيء من حرير الشرايين يغري غزالة الدم، شيء في ليل الأعماق، من بهجة الحجر وهي تتصاعد في ريش الجناح الهائم البعيد، الغائم الوحيد، حفيف خفيف شغيف يمتد بين الصوت والصدى، ...يسوق كوكبة الغزلان تظفر من شهقة القلب وزهرة الغرائز... ثمة قصبة يابسة منسية في طرق الحقل، ما أن تصادفها ريح شريدة ذات مساء موحش، حتى ينساب النحيب، فيختال لك أن كبداً تبدأ في الإعلان عن مكبوتها، هل الناي مبعوث الكبد المفدوح؟!
قاسم حداد ماذا يكتب؟!! هل يسطر كلماته في فلسفة الكتابة؟ أم انه يفلسف الكلمات...؟ وربما كلا الأمرين معاً، هو يريد أن يؤكد من خلال منطق فلسفي بأن الكتابة هي جنون الخيال، وبدونها لا نعود نكتب شيئاً خاصاً وجديداً والجنون الذي يذهب إليه شيء غير ما توحي به كلمة جنون (سيكولوجياً) فسوف يكون على مقربة من بحث مشترك لحدود الكتابة... بين فعل الحرية وفعل الحب، الذي يحتاجه الكاتب، خيط سريّ من الحياة الغامضة العصية على الوصف، فالحب هو أيضاً أحد أهم العناصر التي لا يقدر الكاتب الاستمرار عارياً منها... أنت لا تكون متحققاً في كتابتك بدون أن تصدر عن أصغر القوادم في هذين الجناحين (الحب والحرية معاً)، قريباً من القلب وأعلى كثيراً من الجبال... الكتابة هي أنت في لحظة لا يطالها الواقع، ليتنا نخلع الحياة السائبة عن الكتابة، لكي يتسنى لنا تحقيق أكبر قدر من البهجة بمكتشفات المخيلة، في حياة محرومة أو فقيرة للحرية والحب، لذا فإننا لا نجد هاذين القنديلين الفاتنين إلا في لحظة نجتاز خلالها تخوم الحياة (مثل البرق) ذاهبين إلى الكتابة. وبعد ماذا في نقد الأمل... لا شيء سوى انسياحات متداخلة في عمق الإنسان، وعمق الإحساس، وعمق العقل، وعمق النصوص، لاستجلاء سر انبعاث ولحظة انبعاث تلك الكلمات. إقرأ المزيد