الحضارة الإسلامية في بغداد في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار النفائس
نبذة نيل وفرات:إن الذي يراقب تطورات الأحداث التي شهدها العالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة العثمانية يلاحظ أن الاستعمار الغربي قد عاد بجيوشه الصليبية كي يشكل تحدياً جديداً للأمة الإسلامية في مختلفة أقطارها. ومن أهم النتائج التي أسفرن عنها مرحلة الاستعمار زرع دولة بني صهيون في قلب هذا العالم كي تكون الأخطبوط ...الذي يمتص دماءه.
وهكذا يبدأ عصر الاعتداءات الإسرائيلية، فإذا بالأخطبوط الصهيوني يصبح القوة التي تتحكم بمصير الشرق وسط أنظمة مهلهلة متداعية. هذه الحالة من التشتت والضعف عرفتها الأمة الإسلامية حين تحولت الخلاقة العباسية إلى منصب رمزي حيث لا يملك الخليفة السيطرة حتى على عاصمته بغداد. عندئذ اكتسحت حجافل الجيوش الصليبية الشرق الإسلامي من أنطاكية إلى شواطئ مصر حيث لم تلق مقاومة تذكر لأن المسلمين كانوا غارقين في صراعاتهم الداخلية ونزاعاتهم المذهبية، وقد بلغ التحدي أوجه يوم سقوط القدس سنة 492هـ، بعد أن نفذ المحتلون مجزرة رهيبة داخل المسجد الأقصى وفي حرمه.
والأمر العجيب حقاً بعد سيطرة الصليبيين على السواحل السورية أن يبقى الخصام قائماً بين الفاطميين والسلاجقة من جهة وبين السلاطين السلاجقة أنفسهم من جهة ثانية، ثم ظهور الحركة الباطنية التي خاضت كفاحاً مريراً ضد السلاجقة والعباسيين على السواء.
في هذه الأجواء القاتمة على الصعيد السياسي والعسكري كانت الحضارة الإسلامية في بغداد قد بلغت أوجها في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، حيث تعاقب على منصب الخلافة المقتدي بالله العباسي والمستظهر بالله العباسي.
إن التعرف على المظاهر المختلفة لهذه الحضارة من الجوانب السياسية والدينية والاجتماعية والعلمية والعمرانية والاقتصادية يعتبر اليوم واجباً كفائياً على شبابنا الطامح الذي يعمل من أجل تغيير الواقع الأليم.
انطلاقاً من هنا يأتي هذا الكتاب ليؤرخ للحضارة الإسلامية في بغداد في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري وذلك من جميع النواحي التاريخية والاجتماعية والسياسية. إقرأ المزيد