الخنساء بنت عمرو شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي
(0)    
المرتبة: 37,880
تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:قليلة هي تلك النساء اللواتي خلدهن التاريخ لمواقفهن الإنسانية نحو أقاربهم فقد روت لنا كتب التاريخ بعض المواقف الإنسانية لنساء وقفن يرثين من عزّ على قلوبهن وإنتهت تلك المواقف الإنسانية بإنتهاء ذلك الرثاء. وكان المفعول الرثائي أشد ما يكون وقعه إذا جاء على ولد أو أخ أو أب ...أو زوج وهو الرثاء الذي يطلقون عليه الرثاء الأسري وتكون المشاعر فيه أكثر صدقا وأكثر تعبيراً وأكثر لوعة. وإرتباط الراثي بالإبن يكون أكثر تعبيراً وأكثر لوعة. وأكثر سيلاناً للدموع ثم يأتي الآخرون من أفراد الأسرة، ويكون الموقف من هؤلاء عادة هو تفاخر بهم بتعداد صفاتهم ومميزاتهم ومآثرهم أكثرمن قضية البكاء عليهم. وهذا ما نلمحه من خلال قراء كثير من نصوص الرثاء في العصر الجاهلي الذي نحن بصدد الحديث عن شاعرة تنتمي إليه، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا واحدة من النساء كانت مصدر إعجاب وتقدير من عصرها ومن جميع أبناء البشرية حتى تقوم الساعة لمن قرأ شعرها في رثاء أخيها والمعني بها الخنساء تماضر بنت عمرو السلمية. فهذه المراة الجاهلية ثم المسلمة كانت من نوع آخر من النساء رأت أن ما يجب أن يخلد به الإنسان ليس هو فقط عامل الصلة والرحم بل هناك ما هو أسمى من ذلك وإن كان لعامل الرحم دوره الذي لا يستهان به ألا وهي مواقف الإنسان في حياته، وما قدمه لإنسانيته التي ينتمي إليها والتي هي وحده تقدر وتقيم التربة التي يجب أن ينزل فيها ذلك الإنسان في مجتمعه. هذا المبدأ هو الذي إعتمده الخنساء في حياتها من خلال تعاطيها مع أخيها صخر فنحن نقرأ نصوصها الشعرية نرى أول ما تلفت نظرنا إليه الخنساء هو تعداد صفات ذلك الرجل حتى تجعلنا نقر لها بصدق أقوالها، وبأنها لم تزايد على ما هو واقع فعلاً. بل هي صادقة كل الصدق فيما تقول إذا لم تكن مقصرة في ذلك القول. وأشد ما يثير إعجابنا بتلك المرأة هو تناسيها تماماً لأبنائها الذين إستشهدوا في أقدس موقع وهو الدفاع عن الإسلام في القادسية من شعرها الرثائي كما أنها لم تأتي على ذكر زوجها وقل ذكر أخيها من أمها معاوية. إن كل فكرها قد أنحصر وتركز على أخيها صخر دون سواه، وكأنها رأت بصراحتها أنها لا تستطيع مهما حرصت أن توازن بين جميع من رثت وبين صخر وحتى لا يحدث ذلك الخلل في شعرها رأت أن يكون معظم ذلك الشعر منصباً على بطل واحد ومحبوب واحد،ومثال واحد هو صخر بن عمرو بن الشريد ولم يكن شعر الخنساء هو وحده المعبر عن حزن تلك المرأة نحو أخيها صخر، بل كان لكل شيء في حياتها دور في ذلك الحزن على ذلك الرجل، فهي لم تعد تسمح لنفسها حتى بأدنى حد من التزين مراعاة لمجتمعها. أو أن تمارس نشاطاً إجتماعياً يخفف عنها عبء الحدث العظيمن ومما زاد في حزنها وألمها تلك الفترة الطويلة التي إستغرقها مرض أخيها قبل موته، كيف تخلى عنه أقرب الناس إليه وراحوا يتمنون له الموت المعجل، وهم بالأمس كانوا ينعمن بخيراته ويفتخرون بمناقبه. هذه الشاعرة الخالدة الخنساء إسهوت مل إنسان تتحرك فيه مشاعر صادقة نحو القيم الإنسانية المتمثلة بالوفاء، والإخلاص نحو من يحسن إلى الآخرين ويحرص عليهم. ولهذا كان من كتب في الخنساء كثير. أثنوا عليها وبرعوا في وصف مواقفها الإنسانية، وقد جعل للبحث عنواناً " الخنساء بنت عمرو شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي " وقسم البحث إلى خمسة فصول جعل للفصل الأول عنواناً ( عصر الشاعرة وأحواله ). وللفصل الثاني عنواناً: ( نسب الشاعرة وأخبارها ) . وللفصل الثالث عنواناً (الرثاء في العصر الجاهلي). وللفصل الرابع عنواناً (شعر الخنساء ) والفصل الخامس عنواناً ( شعر الخنساء في رأي النقاد ) وأتبع البحث بالمصادر والمراجع. إقرأ المزيد