جنان الجناس في علم البديع
(0)    
المرتبة: 59,049
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:عرّف أرباب البلاغة الجناس بحدود ، اختلفت أقوالهم فيها ؛ فقال الرماني " هو بيان المعاني بأنواع من الكلام يجمعها أصل واحد من اللغة " . وقال قدامة : " هو إستدراك المعاني في ألفاظ متجانسة على جهة الإشتقاق " . وقال إبن المعتز : " وهو أن تجي ...بكلمة تجانس أختها " . وقال " إبن الأثير الجزري " : " فأما الجناس فهو أن يكون اللفظ واحداً والمعنى مختلفاً " . وقال " بدر الدين إبن النحوية " . " هو أن يؤتى متماثلين في الحروف ، متغايرين في أصل المعنى ، في غير ردّ العجز على الصدر " وحول الجناس يقول المؤلف : " فلما كان فن البديع في الزمن المتأخّر أحسن بدعة ، وأوضح لمعة ، وأملح طلعه ، وأكثر رواية واسعة . . به تُبنى بيوت الشعر في أشرف بقعه ، وتبرز أفكار الأفكار منه في خِلعة بعد خِلعه . . وإذا كان الشعر بحراً فهو منه أعذب جرعة ، والمكاتبات حلّة مرموقة فهو طراز كل رقعة ، خصوصاً نوع التجنيس الذي هو ركن شريعته وبيان شرعته وديباجة صنعانه في صنعته . . تعترف الشعراء برفع محله ومحل رفعته ، وتدخل به الألفاظ الفصيحة الأُذُنُ بغير إذن الشفاعة حقه وحق شفاعته . . أن دخل في خطبة توّجها ، أو قصيدة دبّجها . . فهو في البديع خالٍ خدّه . . متى عدّ في القصيدة بيت كان الجناس طرازه . . قد أخذت أفراد محاسنه بمجامع القلب [ . . . ] . من هنا انبرى المؤلف إلى وضع كتابه هذا الذي وكما يقول : " أحببت أن أضع فيه ما يشفي الغلّة ، وينفي العلّة ويوضح سبله بالشواهد والأدلّة ويردّ كل فرع على أصله ، ويميّز كل نوع بجنسه الغريب وفصله . . . [ . . . ] . وقد رتّب ذلك على مقدمتين ونتيجة . أما المقدمة الأولى ؛ فقد اشتملت على اشتقاق الجناس لغة ، وبيان تصرّف مادته في الصور التي تركب منها عند تقديم بعض الأجزاء على بعض ، وذكر حدوده ورسومه ، وما في ذلك من مباحثه ، وبيان ما يقبح منه وما يحسن . وأما المقدمة الثانية ؛ فقد اشتملت على بيان أنواع الجناس وتسميتها ، وكيفية انقسامها ، وحصرها بدليل السبر والتقسيم ، وهي طريق يبيّنها المؤلف حيث أنّه ما رأى أحداً تنبّه إليها ، وإن وُجد ، فيكون هناك إخلال بعضها لم يستوف التقسيم ، مبيّناً أن هذه المقدمة هي بمثابة تعريف وتفصيل علم الجناس نفسه . وأما النتيجة فهي تمثّل ترجمة هذا العلم عملاً ، وتأتي بمثابة ثمرة هذا العلم ، حيث التزم المؤلف بأن يسوق ما وقع له من هذا الفن نظماً ، مرتّباً على حروف المعجم من أوّلها إلى آخرها . وأخيراً فهذه ترجمة للمؤلف الصفدي : هو صلاح الدين خليل بن عز الدين أيبك بن عبد الله الألبكي الصفدي ، ويُكنّى " أبا الصفا " . ولد بصفد من فلسطين سنة : [ 696 ه / 1296 م ] وإليها يُنسب . كان أبوه من المماليك الأتراك ، فحرص على أن ينشئه نشأة عربية خالصة . فحفظ القرآن في صغره ، وأخذ العلم على علماء عصره ، وبرع في النظم والنثر . وعندما تملّك موهبته في الترسّل والإنشاء ، تقلّد أول عمل له في الدولة وهو كتابه الدرج في ديوان الإنشاء بصفد ، ثم نُقل إلى القاهرة في العمل ذاته . كان الصفدي على دراية بالكثير من العلم والفنون ، فبرع في النحو واللغة والأدب والإنشاء ، وكان إماماً بارعاً كاتباً ناظماً ناثراً شاعراً ، كما أتقن علوم الحديث والفقه والتاريخ ، وغلب عليه التاريخ ، ولا سيّما تاريخ الرجال ، وبرع في الرسم والخط ، وصنّف كتباً عديدة . توفي الصفدي بدمشق بعد إصابته بالطاعون سنة [ 764 ه – 1362 م ] . من أهم مؤلّفاته : الوافي بالوفيات وهو أكبر معجم تاريخي من نوعه في تراجم الصحابة ، والتابعين ، والقرّاء ، والمحدثين ، والقضاة ، والسفراء ، والنُّحاة ، والحكماء ، والملوك ، وغيرهم . وقد نشرته مطبعة المعارف باستانبول سنة 1949 م . . . إلى ما هنالك من مؤلفات في البلاغة والنقد والتاريخ والرجال ، والنوادر واللغة . إقرأ المزيد