تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الفكر المعاصر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعد كتاب (أعيان العصر وأعوان النصر) للصفدي واحد من أهم مصادر القرن الثامن، حيث أنه يقدم على تراجم الأعلام الذين أدركهم الصفدي، أو لقيهم في حياته، أو أخذ عنهم، أو كانوا في زمنه في جميع أنحاء الخلافة الإسلامية. وهذا يعني أنه تناول سير (الأعيان) منذ سنة ست وتسعين وست ...مئة (696هـ) حتى سنة أربع وستين وسبع مئة للهجرة.
ولم يقتصر حديثه على الشعراء والأدباء والعلماء، بل تناول كل من كان له شأن ما، ولذلك نراه يترجم للسلاطين، والأمراء على جميع مستوياتهم، ولقادة الجند، أو من يقوم على خدمة المساجد ودور العلم، إضافة إلى الشعراء والأدباء والكتاب والقضاة، ومن هنا جاء اسم الكتاب (أعيان العصر)، وقد ضم بين دفتيه ما يزيد من ألفي ترجمة بقليل. وهذا وقد رتب الصفدي تراجم الكتاب ترتيباً هجائياً، فبدأ بحرف الألف وانتهى بالياء. وقد حافظ -من حيث الشكل- على هذا الترتيب.
ثم حاول ترتيب التراجم ضمن الحرف الواحد ناظراً إلى الحرف الثاني، وهذا ولم يفرد الصفدي النساء في باب مستقل، مثل كثير من المترجمين، بل جاءت تراجمهن في مواضعها من الأحرف. وفي نهاية كل حرف يتوقف الصفدي عند (الأنساب والألقاب)، فيذكر الأعيان الذين اشتهروا بأنسابهم أو ألقابهم التي تبدأ بهذا الحرف، ثم يذكر أسماءهم موحياً للقارئ أن تراجمهم في موضعها في ترتيب الأسماء، وكان في معظم الأحيان يبدأ هذا القسم بعنوان (اللقب أو النسب)، أو (الألقاب والأنساب)، وأحياناً قليلة لا يذكر هذا العنوان.
وبالعودة لمنهجه في الحديث على المترجم له نجد أنه كان يبدأ بذكر اسم العلم كاملاً (الاسم والنسب واللقب والكنية)، ثم يصفه بأوصاف تليق به وتبين مكانته العلمية والاجتماعية ومنزلته بين أقرانه وعند الصفدي، فيتأنق في عبارته، وينفث فيها أحسن ما عنده من أساليب الإنشاء وأجمل ما يتيسر له من السجعات.
وإذا فرغ من ذلك تحدث عن نشأته، وأبرز أحداث حياته، وأعماله، وذكر شيوخه وتلاميذه، وأشار إلى مؤلفاته إذ وجدت، وتحدث عن أشعاره، وانتقى منها أمثلة، وربنا عقب على هذا لقطة أو تلك مستحسناً أو منتقداً أو معارضاً أو مقلداً، وكثيراً ما كان يورد ما دار بينه وبين المترجم له من مساجلات أو معارضات أو مساءلات أو ألغاز، وربما استغرق ذلك منه قسماُ كبيراً من الترجمة، فإذا كف عنه إهمال القارئ المستزيد إلى كتابه (ألحان السواجع) أو أشار إلى أنه فصّل أكثر من كتابه (التذكرة)، وإذا كان العلم من الولاة وأولي الشأن، فإن يفصل في الحديث عما جرى في أثناء حكمه أو ولايته، متى تصبح الترجمة أحياناً تأريخاً يومياً أو شبه يومي لأحداث حياة هذا العلم.
وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا الكتاب فقد اهتم عدد من الباحثين بتحقيقه وبشرح عدد من ألفاظه وبالتعريف بمواضيع الأماكن المذكورة فيه، كما وقاموا بترقيم التراجم في أول الكتاب إلى أخره، وبصنع فهارس عامة للكتاب. وكما هو مطلوب في نشر النصوص العلمية، فقد حرص المحققون على إبقاء كلام المؤلف على حاله في تراجم الأعلام، وفي المختارات التي حلّى بها تراجمه من الشعر والنثر والأخبار، التزاماً منهم بالمنهج العلمي الذي رسخت قواعده عند المستشرقين وعند المحققين العرب معاً، لأن هذه النصوص وبحسب قولهم هي وثائق علمية ولغوية وتاريخية تعبر عن مرحلتها التي كتب فهيا ويمكن للباحثين أن يفيدوا منها في دراساتهم. إقرأ المزيد