تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: مؤسسة نوفل
نبذة نيل وفرات:هذه الدراسة المقتضبة للتيارات الفكرية والاجتماعية والعوامل الروحانية العقلانية التي رافقت نشوء وانتشار الدعوة التوحيدية الدرزية توحي إلقاء الضوء على الصراع العقائدي الذي أثر على الرواد الأوائل للدعوة التوحيدية وجعل العقل لديهم المخلوق الأول, في هذه الدراسة يستفيض الكاتب الشيخ "سليمان علم الدين" في دراسة الإسماعيلية وتاريخها وتطور معتقداتها ...ثم تحولها إلى عقيدة دينية مع قيام الدولة الفاطمية، ثم انقسامها إلى فرق متعددة بعد عهد الخليفة المستنصر بالله (427-487هـ) ثم تقلصها أثر تسلط الأيوبيين على حكم مصر وبلاد الشام واستمرارها، حتى يومنا هذا، كتجمعات ثانوية، منتشرة في بعض البلدان الإسلامية.
ويتضح من دراسة الكاتب هذه إيمانه في عقائد الاعتزال وفي صوابية اعتماد المعتزلة على العقل المطلق في إيمانها الفكري. ويعتقد بأن الموحدين وأصبحوا أهل التوحيد يقدسون العقل ويعتبرونه الإرادة الإلهية على الأرض.
هذا ويفسح الكاتب للصوفية فصلاً مستقلاً في دراسته يبدأ بذكر تاريخ نشأتها كتيار زهد لدى المسلمين الأوائل إلى انتشارها في العراق وبلاد فارس، ثم ازدهارها وانتقالها في العهدين، الأيوبي والمملوكي، من الأندلس والمغرب إلى مصر وبلاد الشام حيث عمت الطرق الصوفية العالم الإسلامي.
وخص الكاتب القرامطة بدراسة مقتضبة ترجع جذورها إلى قبيلة نيم الله بن ثعلبة القرامطة التي قدمت في القرن الثالث هجري من سواء الكوفة واستقرت في وادي التيم الذي عرف باسمها منذ ذلك الحين. وفي وقت لاحق، انضمت إليهم فلول القرامطة في بلاد الشام وذلك بعد معركة الرحلة عام 368هـ، بين الجيش الفاطمي بقيادة نشتكين الدزبري، وجيش افتكين القائد التركي العباسي وحلفائه القرامطة بقيادة جعفر الجنابي، وكانت إحدى نتائج هذه المعركة انتهاء دور القرامطة في برد الشام، ولكن جيوشاً منهم بقيت في جبل السماق قرب حلب، وإنطاكية وضواحي دمشق، ومن المرجح أن يكون معظم هؤلاء القرامطة قد اعتنقوا المذهب التوحيدي في ما بعد.
وتشتمل هذه الدراسة معلومات تاريخية موثقة عن دور من إعلام التوحيد كالخليفة الفاطمي الإمام الحاكم بأمر الله، والإمام حمزة بن علي بن أحمد، وسليمان الفارسي والأمير رافع أبي الليل الكلبي والمقداد بن الأسود الكندي، والأمير السيد عبد الله التنوخي.نبذة الناشر:يستند هذا الكتاب إلى أحداث ووثائق تاريخية، وإلى مصادر ومراجع لأكثر الباحثين والمؤرخين شهرة، ويحث القارئ على المتابعة وطلب الاستزادة، ومن ثم، الاستنتاج التاريخي. لقد استطاع المؤلف سليمان علم الدين أن يبسط، بدقة وإسهاب، مراحل مهمة من تاريخ الفكر العربي والإسلامي، وأن يبين بوضوح مناحي المدارس الفكرية، والمذاهب الفلسفية، والفرق الإسلامية التي أدى الاختلاف فيما بينها، في التفسير والشرح والرأي والمناظرة، إلى غنى حضاري أكيد.
لئن تمكن المؤلف من أن يرسم لنا، بواقعية وموضوعية، الإطار الكامل الذي يعثت فيه دعوة التوحيد الدرزية في العهد الفاطمي، فإنه لم يتناولن في كتابه، عقيدة الموحدين الدروز نفسها، وما فيها من معاني ورموز، أنه ترك الحق في البحث والتفسير والشرح لأولي الأمر المخولين والراسخين في العقيدة، غير أنه، في الوقت نفسه، يدل على طريق الانتماء وعلى نشوء المذهب التوحيدي المبني على العقل والمعقولية وعلى الفكر الفلسفي. إقرأ المزيد