تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:" امرأة من اقصى الريح " .
ياسر !! هل تسمعني ؟ هل تأتي كي نتسابق فوق فراغ الأرض ... ونركض كالمُهرين ؟ هل تقرضني يا ياسر ضحكتك المجبولة من برقٍ لمّا يعبر جسدي .. فيراجع نخلي رقصته الكبرى ويسافر في ريح امرأة ما حرّك أستارها نفسي ؟ ...هل تمنحني نايامتك حتى يسعفني الغيم السرّي بلؤلؤة ، فأوازي بين جناح القلب وبين صهيل برارٍ تهتف بي .. وتهزّ ظلال الشيح .
يا ياسر أنت " أنا " ودليل خطاي افتش عني فيك .. وتعرض في كفّيك مزايا الريح .... ( لماذا نعشق امرأة في البدء فتحدق مهرتنا من خاتمها ، وينام البرق خلال أصابعنا ثم نثمر أقماراً ، ونقيم مدائن غامضة لنبايعها ، ونموت إذا ذابت أجراس خطاها في لجج الوقت ؟ ) .
أنت تذكرني بالغابة : كنت وحيداً أقرأ رفّ الطير ، ولي فخّان .. أدسهما في جذع الشجر الشاهد .. كُنْت أنقي الغابة من حدقات تحرسها ورفيق يملأ وحشة ما بين الأغصان .. ولي عرش سري ، حاشية من رَتْم أخضر يركض خلفي . كنت ... وجاءت امرأة من أقصى الريح تقايضني بخواتمها الأشجار ، تقايضني عرشي بالنار .. الطفلة بين أصابعها . جاء البحر ، الشعر ، الطرق ، اللهب اليومي ... وأسوار المدن الأولى ، الرايات ، الصحراء .. الموت .. الموت .. الموت . فنسيت الطفل " هناك " .. تركت رفيقاً يملأ وحشة ما بين الشجر الشاهد .. أنت تذكرني بالغابة .. أنت تذكرني بالجنة . كيف خرجت ؟ ! ( لماذا تندلع الغابات بشعري ) ...
ياسرٌ نائمٌ تحت أشجاره الملكية .. خلف ابتسامته المُطْلقة .. بين أهدابه جلست طفلة تتلهى بأسرارها : يكبران معاً .. وتعيد له مهرة ونوافذ تعبر منها الغيوم ، النجوم .. تصير لديها الخواتم والنار .. هل سيهاجر ياسر في نارها الوائقة ؟ ( سأجيبك حين تراني فيك ) .
" البحر " .
ما الذي يجعل البحر أزرق ... أزرق .. إذ نطبق القلب يوماً على موجة أسرحت بهجة الماء ثم ارتقت سلّم البحر نحو نهاياتها ؟ والذي يجعل البحر أعمق .. مرتحلاً في رداء الملوك القدامى إذا مرقت .. في ذرى الروح امرأة شائكة ؟ ما الذي يجعل البحر أقرب .. حين نصوب نحو مراياه يسرب نوارس تطلع من مرمر الروح .. حين نضيع الرياح إلى قمر سيّد في سموات أوطاننا .. حين ننسى أصابعنا في اللهيب وترحل في الوقت والماء .. ملتحفين سماءً من النخل .. نقرأ في نجمة التهلكة ؟ سيدي ... يا إبن يوسف ! يا الولد الأخضر البدوي ! يا الجميل العميق كمنزل أمي ونيرانها ! قد نجيء إلى البحر من بابه العربي .. قد نجيء إلى البحر من جرحنا .. حين يعبر رمح القبيلة من عرسها نحو خضر الغزال .. قد نجيء إلى البحر من كفنا .... ها أنا ناظرٌ بتر كفي أخوص في مائها الوثني .. وأطبق قلبي على نار من شرّدت شجري في مداراتها .. وعلى جبهتي وسمت قبلة الملكة ... .. في الأرض والأنبياء / أراك ( القبائل تمسح اقدام أوثانها ، وتضحي القرابين ) - تمضي صعوداً إلى آخر الأرض ... تنفخ ناتي الجبال [ ... ] شفافية تدنيك من شعره فتقترب أكثر من معانيه .. محاولاً تلمس أبعادها .. أعماقها .. فتجدك راحلاً وراء عوالم لطيفة جميلة .. تستريح في أفيائها .. وكأنك تشرب من مياه قوافيها المنسابة بسلاسة .. وتأكل من ثمار عباراتها فتهنأ نفسك ... وتحلق مع موسيقى تنبعث من أبيات قصائده فتحلق روحك ملتمسة روعة الإبداع الإنساني .. في تشكيل كلمات .. عبارات ... معانٍ .. جميلة .. رائقة .. تنساب داخل النفس وتتماهى معها إلى النهاية . إقرأ المزيد