إعترافات الشدياق في كتاب الساق على الساق
تاريخ النشر: 01/01/1982
الناشر: دار الرائد العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:القصد من هذا الكتاب هو وضع كتاب الساق على الساق، أجمل آثار أحمد فارس الشدياق الأدبية في متناول أوسع قطاع من القراء. فالساق على الساق من حيث أسلوبه ومضمونه ومنهجه الفني كتاب أدبي حديث، بل هو في بابه أول الكتب العربية الحديثة. إنه كتاب سيرة ذاتية لحياة الشدياق، كتبه ...مبتدعاً لا متبعاً. وكتبه متحرراً من العديد من الاعتبارات الاجتماعية والأعراف الأخلاقية، لم يتستر فيه على شهوة أو نزوة أو سقطة فيه أو في أي من الناس.
والكتاب بذلك ليس بكتاب سيرة ذاتية فحسب، وإنما هو أيضاً اعترافات.
وقال الشدياق في مقدمة الكتاب أن جميع ما أودعه فيه مبني على أمرين اثنين: أحدهما إبراز غرائب اللغة ونوادرها، والأمر الثاني ذكر محامد النساء ومذامهن. وبالإمكان أن ندرج تحت هذين الموضوعين، بصورة أو بأخرى، معالجة ضروب الكلام من النثر، إلى الشعر، إلى المقامات، إلى السجع، إلى التفنن في أنواع البديع، إلى الترسل والإيجاز، إلى الجدل، إلى القصة والرواية، إلى الركاكة وتقويم الركاكة، إلى سرد الألفاظ المترادفة. أما ذكر محامد النساء ومذامهن فلأن سائر البدائع كان أصل استنباطها مسبباً، كما يقول، عن النساء، ويلحق بهذين الأمرين أيضاً التعريض برجال الدين، الذين قتلوا أخاه، والتهكم عليهم، والسخرية منهم، واتهامهم بكل فرية ليسهل على الناس هوانهم.
بالواقع، ليست هذه أغراض الكتاب فحسب، إن وراء هذه الدعابة المنتشرة في فصوله وهذه التفكهة وهذا الأسرار أفكاراً عميقة في أغراضها. فإلى جانب ما تستوعبه عباراته من معان ظاهرة تكمن فيه معان أخرى خفية، وقد لا يسهل فهم الساق على الساق وأغراضه إذا لم يتتبع المرء دقائق أحاسيس الكاتب وانفعالاته. لذلك يجب، عند قراءة الكتاب، أن يقرأ بتؤدة وتأمل مع محاولة الكشف "لتبرز محجبات معانيه، كما يقول، وتتجلى محجيات مبانية" عندئذ تبدو أفكار الشدياق على حقيقتها في الإنسان والدين والمجتمع. فالأغراض الكامنة فيه هي بالواقع وراء هذا العمل الأدبي الفريد وهي الأساس، وغير هذا لا يبدو إلا كأنه تجارب بيانية وترف أدبي، وإذا ما وزنا بين ما صرح به وما لم يصرح رجحت كفة الأخير بما لا يقاس. إقرأ المزيد