التجزئة العربية كيف تحققت تاريخيا
(0)    
المرتبة: 82,457
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:تهتم فصول هذا الكتاب برصد أهم العوامل التاريخية في تكوين أقطار الوطن العربي بصورته الراهنة، وبعبارة أخرى، كيف تحققت التجزئة العربية تاريخياً بعد أن تفككت وحدة الدولة أو الدول العربية الإسلامية الكبرى في المشرق والمغرب، وابتليت بجولات الاستعمار الأوروبي التي أصابت أقطار العرب واحداً بعد الآخر، وبخاصة بعد ضعف ...السلطنة العثمانية التي كانت آخر الدول الإسلامية والتي ضمت معظم أقطار الوطن العربي، وعلى الرغم مما يوجه إلى الحكم العثماني من نقد، فإنه حفظ للعرب وحدتهم التاريخية، وبخاصة في القرون الثلاثة الأولى، فلم ينصب الحواجز والحدود بين أقطارهم، ولم يقصّر في حمايتها من الغزو الأجنبي.
وإذا ما عدنا لمضمون هذا الكتاب نجد أنه يهتم أولاً بعرض نشأة الدولة العربية الموحدة، والفتوح التي رافقتها وما أعقبها من هجرة القبائل العربية إلى البلاد المفتوحة، وانتشار الإسلام واللغة العربية بين شعوبها. وبين كيف أن المجتمع العربي كان يمتلك القوة الدامية لمقاومة أخطار الغزو والقهر والانفصال حتى أواخر عهد الخلافة العباسية التي واجهت تحديات خطيرة في الداخل والخارج. وعلى الرغم سقوط بعداد في يد المغول، فقد استمرت الخلافة العباسية تمارس سلطانها الديني والشرعي من القاهرة عاصمة المماليك، حتى سقوط دولتهم على يد الدولة العثمانية.
وقد تناولت هذه الدراسة باختصار الفتح العثماني للأقطار العربية مشرقاً ومغرباً. كما وعالجت ارتباط الهيمنة الاستعمارية بالتجزئة العربية ما بين 1798 و1920 فشرحت كيف نكبت أقطار الوطن العربي باستعمار أربع دول أوروبية، بدأت جولاتها مع الحملة الفرنسية على مصر والشام، وانتهت باقتسام بريطانيا وفرنسا أقطار الشام والعراق، وبذلك تكاملت الهيمنة الاستعمارية، وظهرت التجزئة العربية في وصورتها الراهنة.
كما عرضت الدراسة لردود العرب على تحدي الاستعمار والصهيونية والتجزئة ما بين 1920-1961، ومهدت بكلمة عن الجهود التي بذلتها القومية العربية في مواجهتها للعنصرية التركية والمطامع الاستعمارية قبل عام 1920، ثم أوجزت المساومات الدولية التي قضت على هدف العرب في الاستقلال والوحدة عام 1920. وضربت مثلاً لرسم الحدود بين (الدول) في بلاد الشام ابتداءً من العام المذكور، وتنفيذاً للتجزئة السياسية، وأشارت إلى التطور السياسي والقومي في كل من الأقطار العربية التي بدأت تتلخص تباعاً من الاستعمار، وتعمل على تجاوز التجزئة.
وعرض في مرحلة لاحقة لعوامل التجزئة الداخلية في ضوء النزعات والاتجاهات وصراع الهويات في الدول العربية، إضافة إلى الارتباطات السياسية والتجارب العملية التي مرت بها منذ نوال الاستقلال، وبالنظر لأهمية عوامل التجزئة الخارجية، فقد خصصت الدراسة فصلاً خاصاً لهذا الموضوع، حيث عرضت لهذه العوامل، وشرحت مقاومة الدول الكبرى لفكرة الوحدة العربية قبل خلق (إسرائيل) وبعدها، ومساعيها الدائبة مع صنيعتها (إسرائيل) لتصبح التجزئة القدر المحتوم للأمة العربية. إقرأ المزيد