شرح ديوان أبي فراس الحمداني
(0)    
المرتبة: 28,202
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار مكتبة الحياة
نبذة نيل وفرات:"أبو فراس الحمداني" هو الحارث وكنيته أبو فراس. ولد في الموصل ويعود بنسبه إلى بني تغلب القبيلة العربية المشهورة. هو من أسرة من الأمراء الفرسان الطموحين. عاش أبو فراس في بلاط ابن عمه سيف الدولة، الملك الحمداني في مدينة حلب، فخصه هذا بعطف خاص لما رأى فيه من مخائل ...النجابة وبوادر الشجاعة. وقد تحقق أمل سيف الدولة بابن عمه، فنشأ هذا فارساً مقداماً وشاعراً مبدعاً يهوى الحرب والمغامرة في سبيل المجد، كما يهوى الشعر ويُبدع فيه ويخلص لابن عمه فيحمي له مملكته ويؤدب القبائل التي تثور على سلطانه.
كان فارساً مغواراً في الحرب، لا تلين له قناة ولا يعرف للهزيمة طريقاً. وقد أبلى بلاء بطولياً في محاربة البيزنطيين. كما كان شاعراً وناقداً موهوباً في ندوات الأدب. وقد تعرض لكبير شعراء عصره ونابغة الشعر العربي "المتنبي" فنقده وناظره مراراً، حتى أن هذا أخذ يتماشى جانبه ويتجنب الاجتماع معه في مجلس واحد، خاصة وأنه ابن عم الملك ومن المقربين إليه. ولكن أيام الحروب في زمنه زادت بعددها على أيام السلم، فبرز وجه الحرب في شعر أبي فراس أكثر من وجه السلم. وقد أسر وعانى كثيراً في أسره. فكانت هذه المعاناة السبب الأول في خلوده الأدبي.
وقد طال أسر أبي فراس سبع سنوات وكثرت رسائله وأشعاره التي كان يلح بها ضرورة مفاداته وإنقاذه من الأسر، حتى ظن أخيراً أن سيف الدولة كان يتعمد إهماله وتركه في قبضة أعداه، مع أن تاريخ تلك الفترة مزدحمة بالحروب ولم تتح للملك فرصة ليفكر فيها بالأسرة وواجبه نحوهم. وأخيراً تمت مفاداته على يد ابن عمه سيف الدولة، الذي كان آنذاك مريضاً منهوكاً تعباً.
وفي هذا الديوان سيلحظ القارئ بأن أبي فراس لم يتطرق في قصائده وفي مجمل شعره إلى رثاء سيف الدولة. أهو الحقد الذي ما زال يسيطر عليه نحو ابن عمه؟ أم هي مشاكل الملك وحب السيطرة والتغلب على منافسيه ما ألهاه عن واجب كان عليه تأديته. وبصورة عامة فإن شعر أبي فراس شعر يدل بوضوح على شخصيته، وهو الأبي النفس، الشجاع، الكريم، الوطني. فالعاطفة هي ما ينضح من شعره أكثر ما ينضح، وخصوصاً في "الروميات" وهي القصائد التي نظمها في أثناء أسره، والتي تطالعنا فيه العاطفة الجياشة والإحساس الصادق، والتصوير الدقيق، والحزن والألم، وذلك ما خلد ذكره إلى الأبد. إقرأ المزيد