لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

موقف الإسلام من تنظيم النسل

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 282,963

موقف الإسلام من تنظيم النسل
25.65$
27.00$
%5
الكمية:
موقف الإسلام من تنظيم النسل
تاريخ النشر: 13/10/2025
الناشر: دار الجندي للنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن مسألة تنظيم النسل في السابق، كانت مسألة مزاج تحدث في أوساط اجتماعية، وعلى نطاق ضيق وبمقتضى ظروف اختيارية صرفه يتفق فيها الزوجان لمبررات خاصة.
لذلك لم يكن البحث فيها ملحا وضروريا. أما اليوم وبعد أن تجاوزت المسألة نطاقها المزاجي الاختياري الضيق، وأصبحت عامة وشاملة تدفعها الأزمات والضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتحمل طابع ...التحديد القهري والإلزامي فلا بد من إباحة وجهة النظر الإسلامية فيها، لكي يكون المسلم المؤمن على بينة من الحكم الشرعي ملتزماً به متقيداً بنهجه وإرشاداته وتعليماته الحقة، التي هي وحدها القادرة على تحقيق السعادة والنعيم له، وتجنبه البؤس والانحراف والضياع والشقاء.
إن تحديد النسل لا يتم بوسيلة واحدة وكيفية واحدة حتى يتمكن المؤمن من معرفة الحكم الشرعي باختصار (مسموح به أو غير مسموح) وإنما يتم بوسائل متعددة وكيفيات مختلفة، ويختلف الحكم الشرعي حسب الوسيلة المستعملة وكيفيتها.
تحديد النسل: معناه تنظيم الولادات للحد من تضخم السكان في العالم، وهو علم غايته دراسة الشروط الفضلى للتناسل وتحسين الجنس البشري والتقليل من عدد أفراد الأسرة بصورة تجعل الأبوين يستطيعان القيام برعاية أبنائهما رعاية متكاملة بدون عسر أو حرج أو مشقة.
شرع الإسلام الزواج حفاظاً للنسل البشري طاهراً من الاختلاط في الرذيلة لبناء الأسرة بناءاً شريفاً كريماً، وشرع معه ما يحفظ التوازن في الحقوق الزوجية للجانبين وسمي عقد الزواج ميثاقاً غليظاً لقداسته ونزاهته وما يفرضه من الحقوق والواجبات في حق الرجل والمرأة.
والزواج في الإسلام لا يكون لغرض جنسي ثم ينتهي شأنه، ثم ينتهي شأنه، بل هو أعلى من ذلك وأرفع فهو تدبير وارتباط وتعامل إنساني وأخوة وتكوين للأجيال تكويناً قوياً وسليماً يتماشى مع الاخلاق ويعرف الواجبات فإذا أخل أحد الزوجين بقيود الزواج اعتبر ذلك خيانة للميثاق الغليظ الذي ذكره القرآن وأكد في المحافظة عليه.
يوصي الإسلام أبناءه بالزواج ومن لم يستطع فيوصيه بالعفة والصبر الجميل الذي لا يضيع أجره عند الله ولا تنكر آثاره الطيبة عند الناس إنه ليوصي أمراً حتى فيما يكاد يستبعده الإنسان من خاطره. ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله﴾ أما الذين لا يجدون نكاحاً لسبب أو لآخر فليظهروا قوة احتمالهم وتفوق إرادتهم قال تعالى: ﴿وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنهم الله من فضله﴾ ويحذرهم الشيطان الذي يدعوهم للتسويف والمماطلة ويحبب إليهم الزنا والدعارة: ﴿الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء﴾ والزواج هو أنجح السبل لحل مشكلة الفساد، وما كانت غريزة الزواج إلا لبقاء النوع، وغريزة الأبوة والأمومة والبنوة إلا لتكوين الأسرة.
قال تعالى: ﴿ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب﴾ قال القرطبي: هذه الآية تدل على الترغيب في النكاح والحث عليه وتنهي عن التبتل أي ترك النكاح، وهذه سنة المرسلين كما دلت عليه هذه الآية الكريمة.
والسنة الشريفة فقد رغبت في الزواج ابتغاء النسل وإنجاب الذرية وإبقاء الجنس الأدمي، وهذا ما يستفاد من نص الحديث ومن أدلة شرعية أخرى على تكثير سواد الأمة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء“.
الأبناء والذرية من أهم وأسمى النعم التي منحها الله تعالى للإنسان في هذه الحياة. يقول تعالى: ﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد﴾.
والأولاد زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى وخاصة إذ أحسنا تذكيرهم بالله وإعدادهم للحياة في موازين حسناتنا يوم القيامة، ولقد كان سلف هذه الأمة يحبون أن يكثر عيالهم وخير مثال على ذلك الخليفة عمر رضي الله عنه حيث كان يكثر التزوج.
الأصل في الدين الحث على الزواج، وهو من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعوا إلى كثرة سواد الأمة ونموها على مر الزمان حتى تستطيع مواجهة الأحداث بقوى عاملة.
فالإكثار من النسل مطلوب في ذاته وهو غاية الزواج الفضلى في الإسلام، وذلك هو الفطرة، والإسلام دين فطرة كما يقول عز وجل:﴿ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾
فالشريعة الإسلامية عندما تدعو للكثرة، تقصد الكثرة القوية لقوله عليه السلام “تزوجوا الودود الولد فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة“ وقوله تعالى: ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ليسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾
إن الكثرة التي دعا إليها الإسلام لا تنشد لذاتها، ولكن لما يترتب عليها من صلاح الأسرة والمجتمع والأمة، والتكاثر الخليق بالمباهاة هو التكاثر الذي يتفاعل بالقوة، ويزخر بالخير، وينبض بالعطاء، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
تحديد النسل بعد الزواج: لا ريب أن بقاء النوع الإنساني من أول أغراض الزواج، وبقاء النوع إنما يكون بدوام التناسل، وقد حبب الإسلام في الكثرة لكنه رخص للمسلم في تنظيم النسل إذا دعت الضرورة لذلك، وقد كانت الوسيلة الشائعة التي يلجأ إليها الناس هو القذف خارج الرحم، روي عن جابر في الصحيحين “كنا نعزل في عهد رسول الله عليه السلام فبلغه فلم ينهانا” .
فهذه طريقة اتخذها الصحابة رضوان الله عليهم لتنظيم نسلهم بطريقة تتلاءم وضروراتهم الطبيعية، والجدير بالاعتبار وهو أنهم استعملوها على علم ودراية من الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن منه أدنى تعقيب أو رفض إن دل على شيء فهو يدل على أن رسول الله عليه السلام تعامل مع ظروف كل واحد منهم وطاقته الشخصية رفعاً للحرج.
إباحة تحديد النسل في الإسلام: لا يقر الإسلام تحديد النسل كمبدأ وقاعدة عامة لا يسع المحيد عنها، ولكنه يبيحه في حدود الضرورات وما دام يتفاوتون في واقع الحياة قوة وضعفاً وغنى وفقراً فإن الإسلام…وهو الدين الذي يعتبر ظروف الناس–لا يرهق الزوجة من أمرها عسراً ولا الزوج كذلك– حين تلع بأحدهما علة أو يقدح دائه، ومبدئه الراشد في ذلك قوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين كم حرج﴾
فالإسلام يبيح التحكم في النسل وتحديده، بل ومنعه عند الداعية القاهرة وجيزه من أجل الأولاد الصغار الذين يعرضونهم للإهمال، والتنظيم يقتضي الملائمة بين حجم الأسرة وظروف المجتمع الاقتصادية والحضارية بحيث لا تثقل كاهله بكثرة لا يستطيع الوفاء بمطالبها.
فكثير من الناس لا يفرقون بين مسألة تحديد النسل كمبدأ، من المبادئ وبين مسألة تحديد النسل كضرورة شخصية خاصة والذي نرى وندين الله عليه، أن فكرة تحديد النسل هي بمثابة فكرة إلحادية خبيثة ومكيدة صهيونية ظاهرة سافرة اغتر بها بعض المفتونين من المحسوبين على الدين، والذين راحوا يدعون إليها بدعوة الغيرة على الاقتصاد العربي الإسلامي وحماية المجتمع من الفقر والجهل والمرض الذي زاد بزيادة الافراد وهذا في الحقيقة من هؤلاء هو عين الجهل والعجز.
إن المشاكل الاقتصادية هي التي يضع عليها مؤيدو حركة تحديد النسل أساس استدلالهم، ومن هنا يقترحون على الناس اتباع خطة منع الحمل للتغلب على مشاكلهم الاقتصادية الناشئة عن كثرة السكان.
إن مسألة تحديد النسل بغير وجه حق أو ضرورة ملحة يعد مكيدة غربية؛ اغتر بها المسلمون من أجل تنظيم أسرهم خوفا من الفقر والجهل والمرض والعجز المادي وذلك بغية منهم لإضعاف نسل المسلمين وتشتيت قوتهم وطعناً في دينهم الذي يوصي بالكثرة الايجابية. ومن بين النتائج التي أسفرت عنها الدعوة إلى تنظيم النسل يمكن رصدها كالآتي: قلة النسل: يقول تقرير اللجنة الملكية في انجلترا “إن الذي تشهد به الحالة الاجتماعية في انجلترا وفي البلاد الأخرى أن انخفاض نسبة المواليد إنما هو نتيجة ناتجة من منع الحمل“.
ويقول الأستاذ في علم الاقتصاد: “إننا كنا نرتكب حماقة المحافظة على قلة السكان فلتعلم حسب العلم أنه ليست قلة السكان حلا لمشكلة البطالة في بلادنا، كما أنه من المحال أن يرتفع بها مستوى معيشة السكان، إن مؤثراتها الاقتصادية لا بد أن تكون سيئة للغاية إذ لابد بسببها ترتفع عندنا نسبة العجائز، وبذلك يضطر المنتجون أن يظلوا يشغلون المتقاعدين.
لكل ذلك لا بد أن نستعين بكل طريق ممكن للقيام في وجه خطر قلة النسل“. والحقيقة التي لا مراد فيها إن الثروة البشرية فيما يقرره علماء الاقتصاد عنصر أساسي للتنمية وزيادة الانتاج ولا يكون استغلال هذه الطاقات البشرية بإهدارها أو العمل على إقلالها.
ولهذا فالدعوة إلى تقليل النسل ليس هو الحل الأنسب لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بل الحل الإيجابي هو العمل على توفير أحسن الأجواء والمتطلبات لكي يواجه المجتمع التدفق السكاني؛ أو ما يسمى بالانفجار السكاني لأن تقليله يؤدي إلى مشاكل عدة تعود على المجتمع بالهلاك والتأخر.
ثانيا: عدم التوازن بين الطبقات لما كان اهتمام الإسلام كبيراً بالأسرة باعتبارها الحجر الأساسي للمجتمع كان حرصه شديدا على الإكثار من النسل، إلا أن حركة تحديد النسل في البلاد الغربية قد أوجد نوعاً من عدم التوازن بين الطبقات، وقد أثبت تقدير اللجنة الملكية في إنجلترا: أن أسر العمال الصغار منهم حسب الإحصائيات أكبر من أسر غيرهم بمعدل 40% على الأقل ويقول الأستاذ “واين تامس” الخبير الأمريكي الشهير بإحصائيات السكان: “إن الذين هم أقل ثقافة أسرهم كبيرة، والذين هم أكثر ثقافة، أسرهم صغيرة.
إن قلة الطبقات ذات القدرة والاستعداد الفني وتضاؤل حجمها وانحطاط المعيار الفكري والعقلي العام وقحط الرجال… تلك هي الأخطار التي تواجهها اليوم البلاد الجارية على خطة تحديد النسل، وأن أرباب الفكر والعلم من أهلها في غاية من القلق والاضطراب لأجلها.
ويقول الدكتور “تامس” أن ارتفاع نسبة العجائز ذو تأثير كبير وعاقبة مزرية، لأن معناه تزايد معدلات الوفيات وانخفاض معدلات المواليد وكل ذلك مرده إلى عدم التوازن بين الطبقات الذي أوجدته حركة تحديد النسل. وهكذا فإن التوازن بين الطبقات يحدث فيه الاختلاف الشديد لأجل تحديد النسل، ولا يزال العنصر الذكي الحيوي النشيط ينقرض لأجله شيئاً فشيئا.

إقرأ المزيد
موقف الإسلام من تنظيم النسل
موقف الإسلام من تنظيم النسل
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 282,963

تاريخ النشر: 13/10/2025
الناشر: دار الجندي للنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن مسألة تنظيم النسل في السابق، كانت مسألة مزاج تحدث في أوساط اجتماعية، وعلى نطاق ضيق وبمقتضى ظروف اختيارية صرفه يتفق فيها الزوجان لمبررات خاصة.
لذلك لم يكن البحث فيها ملحا وضروريا. أما اليوم وبعد أن تجاوزت المسألة نطاقها المزاجي الاختياري الضيق، وأصبحت عامة وشاملة تدفعها الأزمات والضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتحمل طابع ...التحديد القهري والإلزامي فلا بد من إباحة وجهة النظر الإسلامية فيها، لكي يكون المسلم المؤمن على بينة من الحكم الشرعي ملتزماً به متقيداً بنهجه وإرشاداته وتعليماته الحقة، التي هي وحدها القادرة على تحقيق السعادة والنعيم له، وتجنبه البؤس والانحراف والضياع والشقاء.
إن تحديد النسل لا يتم بوسيلة واحدة وكيفية واحدة حتى يتمكن المؤمن من معرفة الحكم الشرعي باختصار (مسموح به أو غير مسموح) وإنما يتم بوسائل متعددة وكيفيات مختلفة، ويختلف الحكم الشرعي حسب الوسيلة المستعملة وكيفيتها.
تحديد النسل: معناه تنظيم الولادات للحد من تضخم السكان في العالم، وهو علم غايته دراسة الشروط الفضلى للتناسل وتحسين الجنس البشري والتقليل من عدد أفراد الأسرة بصورة تجعل الأبوين يستطيعان القيام برعاية أبنائهما رعاية متكاملة بدون عسر أو حرج أو مشقة.
شرع الإسلام الزواج حفاظاً للنسل البشري طاهراً من الاختلاط في الرذيلة لبناء الأسرة بناءاً شريفاً كريماً، وشرع معه ما يحفظ التوازن في الحقوق الزوجية للجانبين وسمي عقد الزواج ميثاقاً غليظاً لقداسته ونزاهته وما يفرضه من الحقوق والواجبات في حق الرجل والمرأة.
والزواج في الإسلام لا يكون لغرض جنسي ثم ينتهي شأنه، ثم ينتهي شأنه، بل هو أعلى من ذلك وأرفع فهو تدبير وارتباط وتعامل إنساني وأخوة وتكوين للأجيال تكويناً قوياً وسليماً يتماشى مع الاخلاق ويعرف الواجبات فإذا أخل أحد الزوجين بقيود الزواج اعتبر ذلك خيانة للميثاق الغليظ الذي ذكره القرآن وأكد في المحافظة عليه.
يوصي الإسلام أبناءه بالزواج ومن لم يستطع فيوصيه بالعفة والصبر الجميل الذي لا يضيع أجره عند الله ولا تنكر آثاره الطيبة عند الناس إنه ليوصي أمراً حتى فيما يكاد يستبعده الإنسان من خاطره. ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله﴾ أما الذين لا يجدون نكاحاً لسبب أو لآخر فليظهروا قوة احتمالهم وتفوق إرادتهم قال تعالى: ﴿وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنهم الله من فضله﴾ ويحذرهم الشيطان الذي يدعوهم للتسويف والمماطلة ويحبب إليهم الزنا والدعارة: ﴿الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء﴾ والزواج هو أنجح السبل لحل مشكلة الفساد، وما كانت غريزة الزواج إلا لبقاء النوع، وغريزة الأبوة والأمومة والبنوة إلا لتكوين الأسرة.
قال تعالى: ﴿ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب﴾ قال القرطبي: هذه الآية تدل على الترغيب في النكاح والحث عليه وتنهي عن التبتل أي ترك النكاح، وهذه سنة المرسلين كما دلت عليه هذه الآية الكريمة.
والسنة الشريفة فقد رغبت في الزواج ابتغاء النسل وإنجاب الذرية وإبقاء الجنس الأدمي، وهذا ما يستفاد من نص الحديث ومن أدلة شرعية أخرى على تكثير سواد الأمة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء“.
الأبناء والذرية من أهم وأسمى النعم التي منحها الله تعالى للإنسان في هذه الحياة. يقول تعالى: ﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد﴾.
والأولاد زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى وخاصة إذ أحسنا تذكيرهم بالله وإعدادهم للحياة في موازين حسناتنا يوم القيامة، ولقد كان سلف هذه الأمة يحبون أن يكثر عيالهم وخير مثال على ذلك الخليفة عمر رضي الله عنه حيث كان يكثر التزوج.
الأصل في الدين الحث على الزواج، وهو من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعوا إلى كثرة سواد الأمة ونموها على مر الزمان حتى تستطيع مواجهة الأحداث بقوى عاملة.
فالإكثار من النسل مطلوب في ذاته وهو غاية الزواج الفضلى في الإسلام، وذلك هو الفطرة، والإسلام دين فطرة كما يقول عز وجل:﴿ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾
فالشريعة الإسلامية عندما تدعو للكثرة، تقصد الكثرة القوية لقوله عليه السلام “تزوجوا الودود الولد فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة“ وقوله تعالى: ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ليسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾
إن الكثرة التي دعا إليها الإسلام لا تنشد لذاتها، ولكن لما يترتب عليها من صلاح الأسرة والمجتمع والأمة، والتكاثر الخليق بالمباهاة هو التكاثر الذي يتفاعل بالقوة، ويزخر بالخير، وينبض بالعطاء، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
تحديد النسل بعد الزواج: لا ريب أن بقاء النوع الإنساني من أول أغراض الزواج، وبقاء النوع إنما يكون بدوام التناسل، وقد حبب الإسلام في الكثرة لكنه رخص للمسلم في تنظيم النسل إذا دعت الضرورة لذلك، وقد كانت الوسيلة الشائعة التي يلجأ إليها الناس هو القذف خارج الرحم، روي عن جابر في الصحيحين “كنا نعزل في عهد رسول الله عليه السلام فبلغه فلم ينهانا” .
فهذه طريقة اتخذها الصحابة رضوان الله عليهم لتنظيم نسلهم بطريقة تتلاءم وضروراتهم الطبيعية، والجدير بالاعتبار وهو أنهم استعملوها على علم ودراية من الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن منه أدنى تعقيب أو رفض إن دل على شيء فهو يدل على أن رسول الله عليه السلام تعامل مع ظروف كل واحد منهم وطاقته الشخصية رفعاً للحرج.
إباحة تحديد النسل في الإسلام: لا يقر الإسلام تحديد النسل كمبدأ وقاعدة عامة لا يسع المحيد عنها، ولكنه يبيحه في حدود الضرورات وما دام يتفاوتون في واقع الحياة قوة وضعفاً وغنى وفقراً فإن الإسلام…وهو الدين الذي يعتبر ظروف الناس–لا يرهق الزوجة من أمرها عسراً ولا الزوج كذلك– حين تلع بأحدهما علة أو يقدح دائه، ومبدئه الراشد في ذلك قوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين كم حرج﴾
فالإسلام يبيح التحكم في النسل وتحديده، بل ومنعه عند الداعية القاهرة وجيزه من أجل الأولاد الصغار الذين يعرضونهم للإهمال، والتنظيم يقتضي الملائمة بين حجم الأسرة وظروف المجتمع الاقتصادية والحضارية بحيث لا تثقل كاهله بكثرة لا يستطيع الوفاء بمطالبها.
فكثير من الناس لا يفرقون بين مسألة تحديد النسل كمبدأ، من المبادئ وبين مسألة تحديد النسل كضرورة شخصية خاصة والذي نرى وندين الله عليه، أن فكرة تحديد النسل هي بمثابة فكرة إلحادية خبيثة ومكيدة صهيونية ظاهرة سافرة اغتر بها بعض المفتونين من المحسوبين على الدين، والذين راحوا يدعون إليها بدعوة الغيرة على الاقتصاد العربي الإسلامي وحماية المجتمع من الفقر والجهل والمرض الذي زاد بزيادة الافراد وهذا في الحقيقة من هؤلاء هو عين الجهل والعجز.
إن المشاكل الاقتصادية هي التي يضع عليها مؤيدو حركة تحديد النسل أساس استدلالهم، ومن هنا يقترحون على الناس اتباع خطة منع الحمل للتغلب على مشاكلهم الاقتصادية الناشئة عن كثرة السكان.
إن مسألة تحديد النسل بغير وجه حق أو ضرورة ملحة يعد مكيدة غربية؛ اغتر بها المسلمون من أجل تنظيم أسرهم خوفا من الفقر والجهل والمرض والعجز المادي وذلك بغية منهم لإضعاف نسل المسلمين وتشتيت قوتهم وطعناً في دينهم الذي يوصي بالكثرة الايجابية. ومن بين النتائج التي أسفرت عنها الدعوة إلى تنظيم النسل يمكن رصدها كالآتي: قلة النسل: يقول تقرير اللجنة الملكية في انجلترا “إن الذي تشهد به الحالة الاجتماعية في انجلترا وفي البلاد الأخرى أن انخفاض نسبة المواليد إنما هو نتيجة ناتجة من منع الحمل“.
ويقول الأستاذ في علم الاقتصاد: “إننا كنا نرتكب حماقة المحافظة على قلة السكان فلتعلم حسب العلم أنه ليست قلة السكان حلا لمشكلة البطالة في بلادنا، كما أنه من المحال أن يرتفع بها مستوى معيشة السكان، إن مؤثراتها الاقتصادية لا بد أن تكون سيئة للغاية إذ لابد بسببها ترتفع عندنا نسبة العجائز، وبذلك يضطر المنتجون أن يظلوا يشغلون المتقاعدين.
لكل ذلك لا بد أن نستعين بكل طريق ممكن للقيام في وجه خطر قلة النسل“. والحقيقة التي لا مراد فيها إن الثروة البشرية فيما يقرره علماء الاقتصاد عنصر أساسي للتنمية وزيادة الانتاج ولا يكون استغلال هذه الطاقات البشرية بإهدارها أو العمل على إقلالها.
ولهذا فالدعوة إلى تقليل النسل ليس هو الحل الأنسب لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بل الحل الإيجابي هو العمل على توفير أحسن الأجواء والمتطلبات لكي يواجه المجتمع التدفق السكاني؛ أو ما يسمى بالانفجار السكاني لأن تقليله يؤدي إلى مشاكل عدة تعود على المجتمع بالهلاك والتأخر.
ثانيا: عدم التوازن بين الطبقات لما كان اهتمام الإسلام كبيراً بالأسرة باعتبارها الحجر الأساسي للمجتمع كان حرصه شديدا على الإكثار من النسل، إلا أن حركة تحديد النسل في البلاد الغربية قد أوجد نوعاً من عدم التوازن بين الطبقات، وقد أثبت تقدير اللجنة الملكية في إنجلترا: أن أسر العمال الصغار منهم حسب الإحصائيات أكبر من أسر غيرهم بمعدل 40% على الأقل ويقول الأستاذ “واين تامس” الخبير الأمريكي الشهير بإحصائيات السكان: “إن الذين هم أقل ثقافة أسرهم كبيرة، والذين هم أكثر ثقافة، أسرهم صغيرة.
إن قلة الطبقات ذات القدرة والاستعداد الفني وتضاؤل حجمها وانحطاط المعيار الفكري والعقلي العام وقحط الرجال… تلك هي الأخطار التي تواجهها اليوم البلاد الجارية على خطة تحديد النسل، وأن أرباب الفكر والعلم من أهلها في غاية من القلق والاضطراب لأجلها.
ويقول الدكتور “تامس” أن ارتفاع نسبة العجائز ذو تأثير كبير وعاقبة مزرية، لأن معناه تزايد معدلات الوفيات وانخفاض معدلات المواليد وكل ذلك مرده إلى عدم التوازن بين الطبقات الذي أوجدته حركة تحديد النسل. وهكذا فإن التوازن بين الطبقات يحدث فيه الاختلاف الشديد لأجل تحديد النسل، ولا يزال العنصر الذكي الحيوي النشيط ينقرض لأجله شيئاً فشيئا.

إقرأ المزيد
25.65$
27.00$
%5
الكمية:
موقف الإسلام من تنظيم النسل

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 24×17
مجلدات: 1
ردمك: 9789953429735

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين