تاريخ النشر: 11/06/2025
الناشر: دار ألف ياء للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:تطرّق هذا الكتاب إلى مآلات واقع معقّد ساد خلال ما ينيف على أربعة عقود في لبنان واتّسم بتراكم عوامل داخلية وخارجية أدّت إلى حجب الدولة واضمحلال أدوارها ووظائفها كجهاز ناظم في المجتمع. فحلّت محل الدولة اللبنانية الشرعية ذات الحضور الرمزي، "دولة حزب الله" التي أطبقت على مفاصل السلطة ومراكز القرار ...الفعلي، وعطّلت النظام السياسي وانقلبت على آلياته، ومنعت إقامته بسطوة السلاح ذي الإمرة الإيرانية والوجهة المرتبطة بأجندة الولاية المتمدّدة للفقيه وخريطة نفوذ عقيدته، وبتدفقات المال الأسود والتبادلات التجارية الخارجة عن الاقتصاد الشرعي، وبنظام التعليم واستخداماته لأجل التعبئة العقائدية والتنشئة الاجتماعية الموازية في سبيل صناعة الموالين. وتناسلت الأزمات في الداخل، على مختلف الصعد، وتحكّمت دولة حزب الله وسادت على جثة الدولة اللبنانية التي أخذت تغرق في التحلّل والتعثّر ودخل لبنان على مستوى العلاقات الخارجية في عزلة قاتلة.
وإذ بحقبة مفصلية بدأت تتشكّل معالمها على وقع التغيرات القاصمة في المشهد الجيوسياسي الذي أعقب عملية "طوفان الأقصى". فجرى تقليم أدوار الأذرع العسكرية للنظام الإسلامي في إيران، وانكفأت ولاية الفقيه المتمدّدة حتى المتوسط على الساحل السوري، مع سقوط نظام بشار الأسد. وكانت الهزيمة التي حلّت بحزب الله في لبنان، بمثابة المقتلة: مع سقوط قياداته وصفوفه بالمئات، وعناصره بالآلاف، وترسانته العسكرية وشبكاته الاقتصادية والاجتماعية. فأصبح سقوط دولة حزب الله مشهدًا كاملاً مع توالي سقوط الأنظمة الموازية المتصلة بالحزب، عسكريًا وماليًا واقتصاديًا واجتماعيًا. إقرأ المزيد