تاريخ النشر: 03/07/2024
الناشر: منشورات المتوسط
نبذة الناشر:لم تعد كتابات الأدباء المعاصرين خلال أسفارهم يوميات تستكشف المكان، أو تصفه لقارىء لم يسافر، فالوسائل الحديثة قامت بدورها في فضح ما تبقى من كوكب البشر وأسرار العالم. لم يعد في الأرض شبر لم يُستكشف أو معلم لم يوصف، تحوّل الكاتب في السفر إلى شاعر يتخيل أو سارد يتذكر، مغامرٍ ...يلتقط من المكان الإشارة ليسافر في ذاته، وينبش دواخله، تاركاً إناءه ينضح بما فيه.
ما سلف ينطبق على يوميات المصباحي الذي ترجم ذات يوم كتاب الياس كانيتي «أصوات مراكش» فأوهمنا أننا سنسمع في كتابه أصوات إسطنبول.
لكن الكاتب كذب هذا الوهم فينا، فهو حل في المدينة التي سميت ذات يوم بالباب العالي ليزور أختاً تسكن المدينة، أيامه في إسطنبول رحلة في ذاكرة المكان، وما عنوان كتابه هذا سوى فخ محكم نصبه للقارىء لينقذه من حاضر لم يرق له، مستبدلاً الخطوة في المكان بخطوات في شوارع التاريخ،توقِّفتُ (في إسطنبول) خمسة أيّام قبل أن أواصل رحلتي إلى ميونيخ، حيث كنتُ أقيم آنذاك.
وجدتُها حزينة ووسخة، وعلى معالمها التاريخية الشهيرة يتراكم غبار السنين والإهمال». لا شيء يغري إذن، ومع ذلك « مع ذلك، كنتُ أمضي النهار بطوله متجوّلاً في أسواقها، زائراً متاحفها، ومساجدها ذات المآذن الإبرية». لعل خيبة الأمل من حاضر المدينة التي كانت ذات يوم عاصمة لخمسة قرون في حياة الامبراطورية العثمانية، هي ما حمل الكاتب التونسي على استعادة المدينة المتروبول من خلال علاقتها بتاريخها، وبوقائع مختارة من علاقتها بجوارها الجغرافي وبتونس على نحو خاص. إقرأ المزيد