تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: معهد المعارف الحكمية
نبذة الناشر:إن كون الإنسان مخلوقا عجيبًا مدهشًا يكمن في أنه يأتي من عالم لا شكل فيه ولا قالب إلى عالم الشكل والقالب. ثمّ ينتقل من عالم الشكل والقالب إلى عالم المُرسلات ويعبر إلى عالم المجردات. إن صعوبة إرجاع ضمير المتكلم (أنا) إلى مرجعه يكمن في هذه النكتة بالذات. فمرجع الضمير «أنا» ...لا يمكن أن يكون الشكل والبدن، كما أن هذا المرجع لا يمكن أن يُعرف بالروح والنفس أيضًا، لأنه يمكن للشخص أن يتحدث عن روحه وبدنه، لكنّه ينسبهما إلى نفسه، فيقول إن روحي وبدني هما هكذا.
ولا يشك الإنسان ولا يتردّد أبدًا في كون الأنا ذاته. وهو يعتبر أنّ كلّ شيء آخر هو أقل وضوحًا وظهورًا منها. ولكن في عين وضوحها وظهورها، لا يمكنه أن يشير إليها أبدًا، أو أن يعتبرها قابلةً للشهود.
إن ما تطلق عليه عنوان «الأنا» يكون له دور أساسي وبنيوي في إظهار الوجود. وحيث لا يكون موضوع «الأنا» مطروحًا، لن يكون هناك ظهور للوجود أصلا.
إن قضية «الأنا» و«ما سوى الأنا» هي من القضايا الأساسية والبنيوية التي يشتغل بها الإنسان ويتعامل معها قبل أي شيء آخر. لطالما طرحت هذه القضية بين مختلف أفراد البشر وبصور أخرى، ومع ذلك كله قلما تمّ الالتفات إلى محتواها العميق. إقرأ المزيد