التوازنات السياسية في العصر الفاطمي
(0)    
المرتبة: 200,273
تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يعد موضوع التوازنات السياسية من الموضوعات التي لا تقتصر أهميتها على حقبة التاريخ الحديث والمعاصر، فعلى الرغم من حداثة هذا المصطلح، إلا أنه يتصف بقدم موضوعه وقضاياه التي لا ترتبط بعصر تاريخي معين دون غيره، بل تمتد جذورها إلى حقب تاريخية موغلة في القدم، ومن ذلك حقبة العصور الوسطى وما ...يقابلها من التاريخ الإسلامي.
فالتوازنات السياسية من وجهة نظرنا، عدم التطرف في العلاقات السياسية الخارجية من خلال الميل إلى قوة سياسية معينة على حساب قوة أخرى، بغية إيجاد علاقات متعادلة أو شبه متعادلة على الأقل، وأثر ذلك في تحقيق المصالح السياسية التي ترتبط في أغلب الأحيان بقوى سياسية متعددة، لا بقوة واحدة.
أما التوازنات السياسية على الصعيد الداخلي، فتلك التوازنات التي تعمل الدول على تحقيقها بين مصالحها ومصالح الشعوب المنضوية تحت حكمها، فتعمل على تحقيق مصالحها بالشكل الذي لا يؤدي إلى إهمال مصالح شعوبها، وما لذلك من أثر في تحقيق الإستقرار الداخلي.
ومن الدول الإسلامية الكبرى التى شهد عصرها تحقيق توازنات سياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي هي الدولة الفاطمية، فقد إستطاع الفاطميون إقامة أكبر دولة علوية في بلاد المغرب سنة ۹۰۹/٥٢٩٧م، إتخذت من المذهب الشيعي الإسماعيلي مذهبا رسميا لها، ثم توسعت هذه الدولة التى حكمت وفقا لنظام الخلافة الإسلامية منذ إنطلاقتها الأولى من بلاد المغرب، لتشمل مناطق مشرقية كمصر وبلاد الشام واليمن.
فضلا عن إمتداد نفوذها إلى مناطق أخرى كالحجاز وشرق شبه الجزيرة العربية، إلى جانب بعض مدن العراق مركز أعدائهم العباسيين، وغيرها من المدن الواقعة إلى الشرق من العراق. وقد إستمرت هذه الدولة الإسلامية الكبيرة قائمة على مدى أكثر من قرنين ونصف القرن من الزمان حتى سقوطها سنة ١١٧١/٥٥٦٧م على يد صلاح الدين الأيوبي، بعد أن حققت منجزات كبيرة وكثيرة في جوانب مختلفة من الحياة، زينت عصرها، كما إمتد أثر بعضها إلى ما بعد سقوطها. إقرأ المزيد