التخييل الذاتي والولع بأكاذيب أدبية أخرى
(0)    
المرتبة: 172,642
تاريخ النشر: 13/03/2024
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يبدو لي أنّه ليس باستطاعتنا أنْ نحصر مجرة في أطر ضيقة. وهذا ما ينطبق بشدة على التخييل الذاتي. فهو أشبه بكمٍّ لا محدود من الخطابات، إنّه كتلة تتشكَّل من حوارات هجائية أو تعليمية، ومن مسرحيات كوميدية أو تراجيدية، وقصص وحكايات غرائبية، وروايات وبناءات سردية، وسِيرذاتية تخييلية، وحبكات تقعيرية، وصور ذاتية ...تخييلية، واستيهامات حميمية، مع ما يصاحبه، كما هو الشأن في كلّ ممارسة فنية، من محاولات محزنة وسط طاقات عظيمة وملهمة. كيف نصف هذا الكمَّ الضخم من الحكايات الخرافية، الذي وُلد في العصور القديمة ولا يزال حجمه يتنامى يوماً بعد يوم، كما لو أنه سيبتلع أدب الأمم كافة؟ من غير الممكن حصر هذا النتاج الضخم في مغامرة تتمحور حول الذات، ولا حتى تكبيله بمجموعة من الخصائص الشكلية القابلة للاستبدال لكي ندفع به إلى السقوط.
حين كنت طالِباً في مطلع الثمانينات، هاوياً بالفعل للألغاز، ومسترشداً بخيال الكاتب فيتولد غومبروفيتش، أُتيح لي أنْ أقتحم هذه المجرة خليطاً دينامياً متبدلا قائماً في خلطة التخييل، غير بعيد عن مصير الأنا المبدعة [...] لقد اندهشت من الصمت الذي يحيط بتاريخ التخييل الذاتي، فأنجزت دراساتٍ موجزةً عن فضاءاته وحواضره، وكابدت صعوبة في تحديد موضعه. يبدو هذا الموطن الأدبي الكبير قديماً، ويعجُّ بأسماء عظيمة لم يكن بمقدوري توليدها بنفسي. هكذا ابتدع لوسيان العظيم أو أكمل الأشكال العجائبية، والسّيرِية والمرآوية للتخييل الذاتي، في عصر كان فيه الجنس الروائي في تطور تام. لماذا أسهبنا طويلا في الحديث عن شهادة ميلاد التخييل الذاتي؟ هل كان حقاً من الضروري أنْ ننفض الغبار عن هذه الكتب الاستهلالية القديمة، ونفرك أعيننا أمام هذا التكون التاريخي؟ استذكار مؤلف من القرن الثاني من عصرنا الميلادي! في مجال تخريفات الذات، ثمة ما هو أكثر حداثة، وأقرب منالاً، وغير مفارق لزمنه. أو هل في هذا الأمر افتتان بـ"الماضي"؟ وما الحاجة في العودة إلى أصول قديمة في الأدب؟ إقرأ المزيد