مثل التفاتة ثكلى إلى الوراء
تاريخ النشر: 06/03/2024
الناشر: منشورات باب الحكمة
نبذة الناشر:هي تأمل لأمرين متجانسين؛ أحدهما هو الموت الذي تجلوه أسطورة أورفيوس وأوريديس، كما يتضح في النص الذي تستعير المجموعة عنوانه. وأما الأمر الثاني هو المحو الذي قد يهاجم الذاكرة المتعبة أو المنتشية بلذتها أو بجذبتها أو بتساميها، فيكون محوا لأشياء تحل محلها أشياء وعوالم جديدة، أو يهاجم حيوات مزهوة بحركتها ...المبتهجة فيناسخ موتا يبتعث حياة أخرى، ثم ينعكس فنيا على بنية لغة شعرية لا تسلم من تحولاته.
حالة المحو هذه هي حالة من يتوقف نبضه خلال نصف ساعة أو أقل دون أن يدري ما يحدث، أو يغيب عن الوعي تماما، فيمسي قاب قوسين أو أدنى من الموت، لا توقظه إلا سقطة رحيمة داخل البيت أو في سلم ضيق قريبا من الطابق الخامس، أو إدراك سحري متأخر لجسد ملقى على قارعة طريق في الضواحي بعيدا عن المدينة التي يتذكر بصعوبة أنه كان يحاور أضواءها منذ لحظات وجيزة أو ليقظته المفاجئة على إيقاع جدال عنيف لم يعد يذكر فحواه مع حراس الأمن أمام محطة قطار غارقة في الضجيج ذات ليلة قائظة. هذه الحالة قد تكون أيضا حالة عاطفية وجدانية تعتري المرء في ما يشبه هوى جارفا لا يدرك المرء هوله إلا في عنفوان الطوفان، مستعيدا حالة “مادام بوفاري” التي تلخص ما غرقت فيه رومانسيتها الجارفة من محو وهي تعترف شامخة: “إنني أستحق الرثاء، ولكنني لست للبيع”. في جميع الحالات تضعنا نصوص كثيرة في هذا الديوان أمام تسام سيكولوجي يستغوره الشعر بكيميائه الخاصة بعيدا عن التقرير، ململما شتات لحظات يتبخر فيها الزمان على مرجل تتفاعل فيه النشوة والدهشة والفزع. إقرأ المزيد