تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: منشورات باب الحكمة
نبذة الناشر:لم ينفصل التفكير في الاستعارة عند القدماء أو عند المحدثين عن كونها جزءا من هوية اللغة نفسها، أي جزءا من هذا الوسيط الرمزي الذي يُتاح فيه للإنسان أن يخوض تجربة العالم expérience du monde) ويتقاسم حوافزها وممكناتها مع الآخرين. الأمر الذي يُسوّغ لماذا كانت الاستعارة وما زالت تثير من الإشكالات ...ما يتعذر معه ردُّها إلى علم مفرد، أو اختزال مقاربتها في حدود تخصص معرفي واحد. فلئن كانت اللغة في تصور تأويلي معاصر” هي “الكينونة الأجدر بأن تفهم وتؤوّل”، فإن الاستعارة هي منفذ أو مجاز من المجازات التي نعبر منها نحو توسيع تخوم هذه الكينونة، والإقامة المتجددة فيها. وبذلك انخرطت في مقاربة الاستعارة بما هي عبور ومجاز حقول معرفية متعددة تفاوتت بين الفلسفة والبلاغة والأدب واللسانيات والتأويليات والأنثروبولوجيا وعلم النفس وغيرها؛ وهي حقول تعكس في عمومها مدى حيوية مفهوم الاستعارة في المعرفة الإنسانية المعاصرة، ومدى جوهرية الأسئلة المتشابكة التي يثيرها.
ولعل في هذا التلازم بين الاستعارة واللغة ما يبرز امتناع تصور وجود استعارة من الاستعارات وجودا منفصلا عن الحاجة إلى تأويلها، فمتى تحققت الاستعارة في عبارة من العبارات أو في نص من النصوص انتهجنا التأويل طريقا إلى فهمها والكشف عن أسرارها ووظائفها. وهو الأمر الذي لا يقف عند حدود فهم عبارات معزولة صیغت صوغا استعاريا في نص ما، بل يطول مجمل هذا النص بما يجعله استعارة عامة تبدع تأويلا للعالم، وتقدم بصدده تمثيلار مزيا مخصوصا. إقرأ المزيد