تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: مسكيلياني للنشر والتوزيع
نبذة المؤلف:يطمح هذا الكتابُ إلى أن يَخْرُجَ بدراسة الصّورة الشّعريّة من مضايق
«البلاغة المنحسرة)) ويجوز بها حدودَ المقاربة البيانيّة، فمدارُ عملِ التّصوير يفيضُ عن حيّز التّشبيه والاستعارة، ورهاناتُ تحليلِ الصّورة لا تقنع بمجرّد الذّوق والارتسام.
وعلى هذا كانت أولى غايات الكتاب أن يظفر بمنوالِ التّصويرِ في الشّعر الجاهليّ، ويقفَ على أسرار صناعته عند ...الشّعراء الجاهليّين ساعيًا إلى الإمساك بلطائف عمل الصّورة ودقائقها في قصائدهم، وردّ تلك الصّناعة إلى الأصول والقوانين المتحكّمة فيها والمولّدة لشعريّتها.
وإذ استوى منوال التّصوير تامًّا مُحُكمًا مضى الكتاب إلى الإبانة عمّا في الصّورة الشّعريّة من أبعاد متضافرة، فقد تحصّل أنّ التّصوير في الشّعر الجاهليّ حدثٌ لغويّ لسانيّ لأنَه ينكشف وجهًا مخصوصًا في نظم الكَلِمِ، وهو حدثٌ علاميٌّ سيميائيٌّ لأنّه يُجري من علامات الخطّ والشّكل واللّون والحركة ما يُقيم دعائم الصّورة ويُوجّه فعل قراءتها ويُرفد جهد تأوّلها ويُغنيه، وهو حدث تداوليّ حجاجيّ لأنّه يقوم بصائرَ على أقوال الشّعراء ودعاويهم وينهض أدلّةً على مذاهبهم ومقاصدهم، وهو حدثٌ عرفانيٌ لأنه مدخلٌ إلى فهم طرائق التّفكير والتّصوّر وكيفيّات تمثّل التّجارب عند أهل الجاهليّة، وهو حدثٌ فنّيٌّ جماليٌّ لأنّ الشّعراء يسلكون بالكلام فيه طريق البراعة والتعجيب والافتنان. إقرأ المزيد