فن التذهين - عصاب المبدع بين التوحد والانفصام
(0)    
المرتبة: 103,900
تاريخ النشر: 26/06/2023
الناشر: دار كنعان للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن ما نرمي إليه في هذا البحث، هو عرض صور التنميط التعبيري في طرائق التذهين عند المبدع منذ بدء الوعي الفني، وتتبع مراحل إرتقاء هذا الوعي الخلّاق عبر المراحل التاريخية، وقد عكفنا على بيان الحالة النفسية، أو النوازع "الروحية" الدافعة للفنان، تطابقاً مع ما يتخلّقه وينتجه، ولهذا جاء تركيزنا على ...واقعة التأثير المتبادل بين الفنان المبدع وما يبدعه. ونحن لم نتوخ من طرح أفهومات التذهين الفني من باب المرض النفسي أو العصابي "العضوي" الذي يستعصي في النسيج "البيولوجي" لذات المبدع، بقدر ما نودّ الإفصاح عن تلازمية الفن المتذهن الذي يخرج الفنان أو المبدع عن السوية الطبيعية لتروق به إلى سوية غير طبيعية. بمعنى، بيان طبيعة التساوق النفسي والذهني، ودخوله في حالة المزدوج "المثنوي" بين الإنفصام عن ذاته المبدعة وتوحده بذات إبداعه.
وهنا لا بد الإشارة إلى أنه ما كان قصدنا في البحث، تناول القضايا المرضية "الإكلينيكية" أو النفسية المتبعة في العيادات الطبية، وإنما تعيّن في هذا العرض التفريق ما بين أصناف الأمراض. ونحن هنا، نخص المرض النفسي "العُصاب" الخفيف الذي يقع به من هم أشد حساسية عند الإستغراق والإستلهام. وحسب الدراسات التحليلية، فقد أعتبر عُصاب الإبداع من الأمراض الذُهانية (psychosis)، ولا تعني هنا المرض العقلي الذُهاني. كما لسنا بصدد هذه الحالات الصادمةـ بيد أننا نخص على وجه التحديد حالة "الفصام الهذائي" (البارانويا) (paranoi) (schizophrenia)، وهذا النوع من المرض النفسي والذهني اللطيف، يتأرجح بين متناويات نفسية على شكل هوس أو سرحانات تأملية، تُدخل صاحبها حيناً في حالة من الإكتئاب، ويمر عليه حين آخر تحسُن ظاهري في سلوكه وسويته. إقرأ المزيد