سفر المنفى ؛ رحلة من الحلم إلى الوهم
(0)    
المرتبة: 504,704
تاريخ النشر: 22/06/2023
الناشر: منشورات دار التوحيدي
نبذة الناشر:التقيـت مـرة المناضل المرحـوم ادريس بنزكـري، فقال لي وأكـد ألاً
أنـسى تقديـم مـلـفـي عـن لجـوئي السياسي واعتقالاتي بالمغرب لأنـال
تعويضـا ماديا عـن تلك الفترة.
قلـت لهـذا المناضـل وبصـدق : أنا لم اناضـل ولم أدخل السجن مـن
أجـل التعويضات. ولم أعـش المنافي، سنين طويلة طلباً لتعويضات
كيفما كانـت . بـل أنـا لسـت ضـد التعويـض عـن الـضـرر ...المـادي
والمعنـوي لمـن طلبهـا وهـو في حاجة ماسة اليها.
ولكننـي لسـت محتاجـا لهـذه التعويضـات وأن كل نضـالي كان
مـن أجـل رقـي بلـدي وبناء دولـة الحـق والقانـون. وبنـاء دولـة
ديمقراطيـة ، دولـة مؤسسـات.
عـدت مـن المغـرب وأنـا مـرتـاح ومطمـئن البـال ولكننـي رغـم كل
شيئ لازلت غير مرتاح مائة بالمائة. فالأمـور لا تسير كـمـا كـنـت
أتوقع في البلاد، لا زالـت غير مستقرة سياسيا وهنـاك عقبـات
وعراقيـل في كل مرحلـة مـن مراحـل تطورهـا.
قلـت مـع نـفـسي إنـه مـن الصعـب الانتقـال مـن «نظام الاقطـاع
والتحكـم» بـكل عاداتـه وتقاليـده وهياكلـه الى «دولـة الحـق
القانـون»، دون عراقيل، فنحـن متأخـرون عـن دولـة الحـق والقانون
والدولة الديمقراطية بسنين عديدة، وهذا التطـور يتطلب أجيالا
وأجيالا.
عدت الى هولنـدا وأنـا في غاية السعادة، فأسرتي الصغيرة متعـودة
عـلى الحياة في هـذا البلـد وأولادي ولـدوا في هـذا البلـد كـبروا
وترعرعـوا ودرسـوا، وكونـوا مستقبلهم بهـذا البلد، ولا يستطيعون
التأقلـم مـع بلدهـم المغـرب.
إننـي مـرتـاح في بلـدي الثاني هولنـدا، لأننـي قضيـت بـهـا أكـثـر مـن
أربعين سنة وعشـت بـهـا أحـلى أيـام عمـري، وهـو عمـر طويـل
حـوالي 43 سـنـة مـن الاقامة والعمـل والنضـال. إقرأ المزيد