تاريخ النشر: 15/03/2023
الناشر: منشورات باب الحكمة
نبذة الناشر:والواضح من خلال التيارات الفكرية اليهودية أن التصوف عندهم، قد سيطر عليه التأويل منذ بداياته القديمة، إذ اهتموا بالحروف وأسرارها الخفية، والقوى الكامنة فيها، كما اعتنوا بالتفسير الرمزي لكتابهم المقدس، واستعاروا من الأفلاطونية المحدثة ما يتعلق بالموازنة أو المماثلة بين العالمين العلوي والسفلي، ولم يكن التصوف الإشراقي - القبّالة - ...الذي ظهر في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، ببعيد عن هذا المنهج، فقد سيطر عليه طابع الأسرار والرموز والتأويل، أي أنه لم ينشغل بالتقوى والعبادة والزهد.
وليس معنى هذا أن اليهود - بصفة عامة - لم يكن فيهم زهد بمعنى ما، أو لم يظهر فيهم تصوف بمضمون ما، إذ أن الزهد والتصوف من الظواهر الإنسانية العامة، وإن كانت تظهر بنسب ودرجات متفاوتة، تبعاً لإختلاف الظروف والمؤثرات، فقد اشتهرت طائفة "الأسينيين" بالدعوة إلى التقشف وتحريم ذبح الحيوانات (...) وقد وقفوا حياتهم على العبادة والرهبنة، ودعوا إلى الذلة وقلة الكلام".
إلا أن تصوف الطوائف اليهودية عموماً قد انحرف عن مساره الروحي إنطلاقاً من ظهور الحركات الحسيدية المعروفة بـ "التقاة"، ووصولاً إلى تيارات الفكر الإشراقي المعروفة بـ "القبالة"، التي غلب عليها طابع التأويل والأسرار والرموز أكثر مما غلب عليها الزهد والتقوى.
فما هي القبّالة اليهودية؟ وكيف نشأت وتطورت؟ وما هي أهم مصادرها؟ ومن هم أشهر أعلامها وتياراتها؟.
هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال فصول هذا الكتاب بإذن الله. إقرأ المزيد