ابن تومرت والدولة الموحدية
(0)    
المرتبة: 191,419
تاريخ النشر: 10/03/2023
الناشر: دار كفاءة المعرفة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:قد يسأل سائل لماذا نقلب صفحات الماضي، ونجتر الآمنا وننكأ جراحنا، فتلازمنا السلبية وتحطم مستقبلنا وتعطل الحياة في نفوسنا، والجواب على ذلك: الماضي يظل حياً فينا لكن بوجهين، وجه سلبي يقبع في اجترار أمراضه والعيش في كهوفه المظلمة، ووجه أخر يرفض إماتة الحياة فينا، ويرفض تعطيل العقل ويمنحه سمات العلم ...وتنويره، ولهذا دأب المؤرخون إلى كتابة التاريخ لا لنتسلى بحوادثه ووقائعه، ولكن لاستلهام العبر والدروس في بناء الحاضر والمستقبل فهذا الكون بكل ما فيه يسير على سنن ثابتة وقوانين نافذة لا تتغير ولا تتبدل، قال الله تعالى: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾... [سورة الفتح، الآية 23]، وأننا بأمس الحاجة لأدراك هذه القوانين والسنن لكي نستطيع أن نحيا الحياة الصحيحة، الحياة الهانئة الحياة المطمئنة.
والتاريخ هو القيام بدراسة الماضي وتتبع سوابق الأحداث ودراسة ظروف السياقات التاريخية وتفسيرها، فمنهج البحث التاريخي يحتاج إلى ثقافة واعية، وتتبع دقيق لحركة الزمن التي تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على النص التاريخي، ويجب إعطاء الأهمية الأولية للسياق التاريخي لتأويل النصوص، لأن هناك وثائق تدل على انحياز كامل للمرحلة التي كُتبت فيها، فبعض الوثائق لا تعبر عن حقيقة ما جرى من أحداث.
لهذا وجب التركيز على قراءة النص التاريخي ونقده لأن هناك كتابات تاريخية سيطرت عليها أيديولوجيات المؤرخين السياسية السائدة آنذاك، ثم إن وجود هذه الحقائق والوثائق بين أيدي المؤرخ لا يضمن الاتفاق بين المؤرخين على تأويلها التأويل نفسه، لأن لكل مؤرخ رأي خاص به، ووجهة نظر يدافع عنها، ولا يمكن بطبيعة الحال أن تضمن اتفاقاً بين المؤرخين على حدث معين، فلكلٍ تأويله وتحليله عند تحليل النصوص التاريخية. إقرأ المزيد