زمن الخيبة ؛ كتابات في الإجتماع السياسي
(0)    
المرتبة: 324,652
تاريخ النشر: 10/01/2023
الناشر: خاص - عدنان خوجة
نبذة الناشر:إنها أزمة ثقة حقيقية تجاه كل تجليات وتداعيات هذا الواقع المريض، أزمة هدفها الرئيس يتجاوز الواقع إلى الذات لتحقيق الشلل التام والعجز الدائم الذي يقف أمامه اللبنانيون والعرب بذهول وسلبية مفرطة.
فالخطاب السياسي الأجوف هو مصدر عدم الثقة عند اللبنانيين فيما يسمعون وما يفكرون وما يحلمون به وما يحمله إليهم هذا ...الخطاب من السموم التي تملأ جوانب حياتهم، وتمنعهم من التفكير السليم بواقعهم، بمستقبل أجيالهم، والعمل على اجتراح حلول ناجعة وسلوك طريق ثالثة واقعية تخرجهم من الهوة العميقة التي آلت إليها حالهم، وما الإصطفاف السياسي العامودي إلا نتيجة حتمية لهذا الخطاب المريض الذي يشل حركتهم ويحجب عنهم صورة الواقع المر لحقيقة التردي الذي يستكينون خلفه ويستمرؤن لحنه.
وأزمة الثقة هذه لا تتوقف عند حدود الواقع اللبناني بل تتعداه إلى واقع آخر أكثر ظلامية تبدو ملامح العجز فيه بارزة للعيان في حراك الربيع العربي وعدم قدرة هذا الربيع في الوصول إلى حالة التغيير المنشودة.
فالثورة لا تعيش في مستنقع الأوهام ولا هي قادرة على تحقيق أهدافها بالتعايش مع وحول الواقع، ولا يحلو لها أن تعيش في "جلباب أبي".
فالقوى التي تسعى لسرقة الثورة والقبض على قرارها هي نفس القوى التي استظلت الإستبداد ومنحته شرعية الإستمرار، وهي التي منحته التبرير الكافي للإمعان في السيطرة على الواقع.
فالقوى التي رعت الظلام لا تستطيع أن تنعم بالنور، وهي عاجزة عن صناعته، والفكر السياسي الديني الذي يدين التوجهات الأصولية هو نفسه الفكر الذي غطى الإستبداد فقهياً طيلة العقود الستة المنصرمة عبر المؤسسة الدينية الرسمية، فالكل يتغذى من مصدر واحد ويتنفس من رئة واحدة ويعيش على مبادئ مستنسخة من معدن التكفير والهجرة. إقرأ المزيد