من ذاكرة الدكتور تحسين معلة
(0)    
المرتبة: 40,375
تاريخ النشر: 09/01/2023
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:لم يكن اسم الدكتور تحسين معلة غريباً عن منتسبي حزب البعث العربي الإشتراكي، فقد كان من المؤسس الأوائل للحزب في العراق، كما برز اسمه أكثر من خلال محاكمة البعثيين المتهمين بمحاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم في ٧/١٠/١٩٥٩ في شارع الرشيد، وكان من بين المتهمين الدكتور تحسين معلة الذين ...وقفوا أمام العقيد فاضل المهداوي، رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة، والدكتور معله رحمه الله، بقي في لندن يقود المعارضة مع رفيقه الدكتور إياد علاوي وآخرين، ورفض العودة إلى العراق بعد الاحتلال عام ٢٠٠٣، مبرراً ذلك الموقف الصحفي والسياسي الدكتور مهدي السعيد، وهو يدون سيرة معلّة الذاتية، وذكرياته السياسية جواباً عن سؤال المدون السعيد: لماذا لم يلتحق بجمهرة المعارضين وتغادر إلى بغداد، بعد سقوط النظام، حيث كان في طليعة العائدين قيادات الوفاق ومنهم أياد علاوي؟ الجواب: أنا كنت ضد طريقة الإطاحة بنظام صدام حسين، فلا يمكن لي أن أرى بلدي محتلاً من قبل دولة أخرى، وأعود لأخدم تلك الدولة.
هذا مستحيل، فقد كان بإمكاني الذهاب إلى بغداد وبإمكاني أن أحصل على موقع قيادي في الدولة العراقية، وبإمكاني عمل الكثير، لكنني لست مستعدّاً للتنازل عن أفكاري أو أقدم مصالحي على مصالح الشعب العراقي.
أنا كنت ولازلت غير مستعد للتنازل عن تاريخي السياسي والنضالي، وهذا لا يعني التشكيك بوطنية رفاقي وزملائي وأصدقائي الذين عادوا إلى العراق وعملوا في سلك الدولة: ان أكثريتهم المطلقة هم من خيرة الوطنيين [...].
يتحدث صاحب هذه المذكرات الدكتور تحسين معلة عن أسرته فيقول: أنتمي إلى عائلة نجفية عربية عريقة، هي عائلة "معلة" التي عاشت وترعرعت من مدينة النجف الأشرف، وارتبطت بعلاقات الجيدة التأريخية مع بقية العائلات النجفية المشهورة كعائلة "كمونة" و"الحبوبي" و"بحر العلوم" و"الجعفري" و"اليعقوبي" و"البلاغي" و"الجواهري" وغيرها [...].
وعن مولده ونشأته يقول: "والنجف هي المدينة التي ولدت فيها عام ١٩٣١، وعشت في كنفها مرحلة الصبا والشباب، وهي ليست الآن، كما كانت عليه في السابق، فقد تغيرت ملامحها بعد هذه العقود الطويلة من الزمن، فقد كانت آنذاك مقتصرة على أهلها من النجفيين، أما الآن فقد تمددت واتسعت وأصبحت تعج بالسكان الذين توافدوا إليها من كل حدب وصوب، والغالبية منهم جاءت إلى النجف تقربّاً أو تيمّناً بتصريح الإمام علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) وكنت طوال سنوات حياتي منذ أن فارقت النجف بعد انتهاء دراستي الثانوية عام ١٩٤٩ وانتقالي إلى بغداد، وأشعر وكأني معلق بأهداف تلك المدينة التي صلت أخلاقي وهذبتني حتى غدوت مشبعاً بعاداتها وتقاليدها التي حملتها معي على مرّ سنوات عمومي، حيث اكتسبت فيها المزيد من المثل السامية والرفيعة التي حددت مسارات حياتي اللاحقة [...].
"تربيتنا كانت تربية عروبية إسلامية، وهذه التربية هي التي حددت مسارات حياتي السياسية اللاحقة، فقد تأثرت إلى حدٍّ كبير بأخي فاضل الذي كان واحداً من تسعة أشخاص قاموا بتأسيس حزب الإستقلال [...].
تزوج الدكتور تحسين بكريمة السيد طارق سعيد منهي، الشخصية العراقية المعروفة، وفي سياق حديثه عنه يقول: "وبعد عام وبعد زواج د. تحسين بشقيقتي أبيه قاما بزيارتي في كولون وهما متوجهان في طريقهما إلى إنكلترا للإختصاص [...].
ويمضي في سرد ذكريات جمعتهما معاً يصل إلى منعطف هام في حياة د. تحسين معلة، مثل نقلة مهمة في حياته، "وبعد سفر د. تحسين وزوجته، وأطفاله من العراق هرباً من النظام السابق، وتوجهوا إلى إنكلترا لجوء سياسي بعد محاولة اغتيال تحسين في الكويت عند تواجده فيها للعمل، ومنها هرب، واتصل بالدكتور اياد علاوي وكان يزورهم باستمرار وتوجهوا جميعاً إلى إنكلترا [...].
وهكذا يمضي د. تحسين في سرد مذكراته، متحدثاً عن نشأته ودخوله المعترك السياسي ثم اندماجه بالتيار القومي وانضمامه إلى حزب البعث، وسرديات تحدث من خلالها عن حزب البعث العراقي شخصياته همومه وشجونه، وعلاقات الحزب مع الدول العربية، مصر، سوريا ووو...
مذكرات تمثل مرجعاً هاماً في مسيرة حزب البعث وكل ما اكتنف تلك السيرة مع ألغاز وأسرار، تعلقت بشخصيات كان لاعبة في السياسة العراقية في تلك الآونة... عبد الكريم قاسم، الركابي، القوميين، قوة الجيش فوق إرادة السياسيين، الإنقلاب الذي قاده عارض...
محطات سياسية عراقية، عربية، ودولية يتابعها القارئ، متزوداً بمعلومات هامة: سياسية تاريخية، واجتماعية ووو إلى نهاية المطاف، وشهادة شخصيات على جانب من الأهمية في د. تحسين معلة [...]. إقرأ المزيد