تاريخ النشر: 01/11/2022
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:أتيتُ إليكَ مخدوشاً بالسنوات، عالقاً في قبوِ روحي كأنّي ظلامٌ فيِ ظلام، وكنتُ أصلّي تماماً مثلَما علّمتَني قبل ألفِ عام، وفي كلِّ صلاةٍ ما زلتُ أنبهرُ بصوتي وهو يصبُّ اسمَكَ في الفضاء، يختلجُ السديمُ، وتَعوي ذئابٌ لامرئيّة في هذا العَماء، ما زلتُ أسيلُ كلّما لفظتُ دعاءً، وتعودُ استجابتُكَ تلمُّني كبحرٍ ...يلمُّ نهاياتِ الأنهار، لكنّه لا يَنقُصُ دونَها ولا يَزيدُ بها.
أتيتُ إليكَ وأصابعي مسبحةٌ تُغلقُ الكلامَ بينَ الخنصر والإِبهام، وكنتَ تمرّرُ أسرارَكَ وتُعلّقني كسحابةٍ بينَ آياتِكَ والسماءِ، فأطفحُ محبّةً حتّى لأعدائي الّذين قتَلونِي كلَّ مرّةٍ قبلَ أن تُحيَيني بومضةٍ من أنفاسِكَ، أفيضُ كما تَفيضُ سماؤك بطيورٍ مهاجرةٍ في مواسمِها الّتي لا تُخطئُ، وأنحتُ ظلّي أينَما حللت.
كنتُ أخافُ أن أزولَ ولا يبقى ما يذكّرُ العالمين بي، أنا الّذي كنتُ مغروراً وظننتُ أنّي رَملةٌ في هذا الكونِ، قلتَ لي: الكونُ رَملةٌ، فتخيّلتُ حجمي وبكيتُ، لا بُكاءَ المستصغرِ، بل بكاءَ النادمِ على غرورِه. إقرأ المزيد