فيض الوهاب في موافقات سيدنا عمر بن الخطاب ( وهو شرح منظومة قطف الثمر في موافقات عمر ) للإمام جلال الدين السيوطي
(0)    
المرتبة: 242,847
تاريخ النشر: 25/07/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:المؤلف المحدث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني، نادرة الزمان، وواحد الأمان، عمّت منافعهُ، وكثرت مناقبهُ، لا تكاد نجد أحداً من طلبة العلم وأهله في الأقطار الشامية، وغيرها من الأقطار الإسلامية، إلا هو من تلامذته، أو تلميذ لتلامذته، أو مجازٌ منه أو عنه، وكذا لا تجد أحداً من الخواص ...والعوام، والأمراء والحكام، إلا وقد انتفع بوعظه، وتأثر بلفظه، له الشفاعة الحقّة المقبولة عند أرباب المناصب، وأولي الأمر، مع دينٍ كالجبال الرواسي، وعلمٍ كالبحر الزاخر، وورع مارئي مثله، وتقشّفٍ وصدعٍ بالحق.
كانت ولادته بدمشق سنة 1267هـ، في داره قرب دار الحديث الأشرفية، ومقرّ أئمة الحديث منذ سبع مئة سنة إلى الآن، والدته السيدة عائشة من أعرف عائلة في دمشق بالعلم والفضل، والحسب والنسب، وخصوصاً علم الحديث، الذي انتهت رئاسته إليها، وهي عائلة بني الكزبري، وكانت تقية ورعة، كفلت المترجَم بعد وفاة والده، واعتنت به أشدّ الإعتناء، وسلمته لشيوخ العصر.
أما والده، فهو العلامة الكبير، والإمام الشهير، يوسف بن العلامة السيد بدر الدين بن السيد عبد الرحمن بن السيد عبد الوهاب بن السيد عبد الله بن السيد عبد الملك بن السيد عبد الغني، المراكشي السبتي، الحسني المالكي، الدمشقي وفاةً، من محلة ورياد العروس في مراكش، وينتهي نسبه إلى الوليّ الكبير الشيخ عبد العزيز التباع، استاذ الوليّ الكبير الجزولي صاحب "دلائل الخيرات".
قدم دمشق بعدما صار القلم الأوحد، والأستاذ المفرد في سائر العلوم العقلية والنقلية، وخصوصاً علم الأدب، فكان حامل لوائه بلا خلاف، وكان تحصيله العلم في الجامع الأزهر، وأخذ العلم في مصر عن مشايخ كثيرين، وقرأ القراءات، وأتقنها، وشارك في العلوم كلها، وصنف المصنفات الكثيرة، مع الدين المتين، والورع والزهد، وأخذ عن الشيخ سعيد الحلبي، والشيخ عبد الرحمن الكزبري، ودرس في الجامع الأموي، وحضر درسه العلماء والفضلاء، وبالجملة فقد كان المذكور مجدد عصره بلا خلاف، وحامل لواء السنة بالإتفاق.
توفي سنة 1279هـ في دمشق، ودفن في تربة باب الصغير، وقبره بارزيزار، وأعقب نجلين الشيخ محمد بدر الدين وأخاه المرحوم الشيخ أحمد بهاء الدين، وكان الأخير - أيضاً - من أهل العلم إماماً في دار الحديث، ثم صار شيخاً للنكبة المجيدية، يقيم فيها الذكر والطريقة النقشبندية إلى أن توفي سنة 1330هـ وخلف ولداً دعاه يوسف ضياء الدين، وهو في كنف عمه يطلب العلم أسوة بأسلافه الطاهرين.
وبالعودة، فقد الأستاذ الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني في حجر والده العلامة الشيخ يوسف، وتعلم القرآن الكريم، وقرأ عليه مبادئ العلوم حفظاً وفهماً على والده، وكان يقول له حينما أشرف على الموت: تركتك يا بدر الدين، وكان له شغفٌ عظيم به، ومحبة شديدة.
ولما توفي والده كان عمره اثنتي عشرة سنة، فقعد في غرفة والده المتوفى بدار الحديث التي لها اتصال بداره، وصار يطالع الكتب التي تركها له والده بهمة عظيمة، وبحفظ المتون بأنواع الفنون بحافظة غريبة.
وقد قال الشيخ أبي الخير الخطيب لأحد زواره عندما رأوا عنده شاباً متّجهاً نحو القبلة: "أتعرفون هذا الشاب: هو الشيخ محمد بدر الدين بن الشيخ يوسف المغربي، لقد أدهش عقلي، فإن سنة اثنتا عشرة سنة، وقد حفظ القرآن الكريم واثني عشر ألف بيت في فنون مختلفةً ثم شغله بقراءة شروحها، ولم يكمل الثامنة عشرة من عمره حتى نبغ نبوعاً باهراً أستلفت إليه أنظار مشايخه، فأجازوه إجازة عامة، وأذنوا له بالتدريس، وشرح "غرابي صحيح" في مصطلح الحديث.
وقد أقبل على علم الحديث بكليته حتى صار فيه الحجة البالغة، رحل إلى حمص وأقبل عليه أهلها إقبالاً عظيماً وأخذوا منه، ثم رجع إلى حجرته في المدرسة حتى تجاوز الثلاثين من عمره، فقرأ درساً عاماً في جامع السادات، قلما كثر عليه الخلق، وضاق الجامع بهم انتقل إلى جامع "سنان باشا" المشهور بجامع الثانية؛ فكان يقرأ درساً ليلة الجمعة والإثنين من بعد المغرب إلى العشاء، ويجتمع عليه الألوف من الناس، ثم وَجِّه عليه تدريس، الحديث الشريف في الجامع الأموي.
وبالجملة فقد كان هناك اجماع على أن درس العلامة محمد بدر الدين خارقة من الخوارق الإلهية، فامسع مثله في سائر الأقطار الإسلامية.
إلى جانب ذلك، فقد ألف الأستاذ الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني نحواً من أربعين تأليفاً في مختلف العلوم: التفسير، والحديث، والنحو، ومصطلح الحديث، وفي اللسان والمنطق والبلاغة والفقه، منها: حاشية على "تفسير الجلالين" ومعرب القرآن" و"شرح على صحيح البخاري"، و"حاشية على "نخبة الفكر"، و"فيض الوهاب في موافقات سيدنا عمر بن الخطاب" وهو شرح منظورة "قطف الثمر في مرافقات عمر" للإمام جلال الدين البسيوطي، ويقول العلامة الشيخ محمد بدر الدين في مقدمته: "هذا كتاب لطيف، وشرحٌ حسنٌ منيف، على قطف التمر في مرافقات عمرّ للحافظ جلال الدين السيوطي...
حرصت فيه على بيان الموافقات، وتفسير ما تحتاج إليه الآيات "وسميه" "فيض الوهاب في مرافقات سيدنا عمر بن الخطاب". إقرأ المزيد