فقه الحضانة - بحث فقهي إستدلالي
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار الملاك للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لقد بيّنت الشريعة الإسلامية نظريتها الخاصة بشأن الحضانة على نحو واضح ، وقدّمت الحلول الواقعية ، آخذة بالإعتبار مصلحة الطفل في ذلك ، دون أن تغفل طبيعة العاطفة الموجودة لدى الأبوين ، ولهذا بيّنت أن الحضانة حقّ مشترك بين الأب والأم ، بتفاصيل أتى المؤلف على سرد تفاصيلها في ...بحثه هذا ، وأن المتأمل في نظام الحضانة الإسلامي كيف أن الطفل يكون عند الأم ومن يقوم مقامها من النساء في أوائل أيام حياته وسنواته السبع - بناءً على الرأي المختار ثم يكون عند أبيه بعد ذلك وأن المتأمل في هذا النظام الإسلامي يدرك مدى عمق النظرة الإسلامية وحرص الشريعة على توفير عدة أمور تربوية يحتاجها الطفل في مراحل حياته المتجددة سواء كان ذكراً أو أنثى . ومن المؤكّد والمسلّم به أن التربية الصحيحة للطفل إنّما تكون مفيدة عندما يربى الطفل بين أبويه معاً ، حيث ينمو بينهما جسمه وعقله ونفسه ، ويحظى بالرعاية التامة في الغذاء والصحة المعنوية ، ويرى في تفكيرها وأسلوب حياتها معاً ما يمكن أن يختزنه في ذاكرته ، ويستحضره حين يشاء وقت تعامله مع الناس في الحياة التي تجري بينهم . ثم لا بدّ وأن يربى الولد في كنف أبيه بعد تجاوز سن الحضانة ، ولا شك أن هذا الطفل ينال قسطاً من السلوك الحسن والتوجيه السليم ، إذا كان الأب مهتماً بتربية أبنائه معنيّاً بأمورهم ، حريصاً على مستقبلهم . وأغلب الآباء كذلك ، إلا مَن غلبت أطماعه وشقوته ، وعاش سادراً في غفلته ، فجنى على نفسه وأولاده ومجتمعه . هذا في حين نرى أنّ مَن ينشأ مدة طويلة في أحضان أمه ، حتى يكبر ، ويصير شاباً أو فتاة ، دون رعاية الأب فإن أكثر هؤلاء الذين ينشأون بين النساء يكونون مدللين ، ليس لديهم إرادة قوية جازمة ، بل تقلب عليهم السلبية والهروب من تحمّل المسؤولية لأنهم تعوّدوا على ذلك . وهكذا نرى أن الإسلام قد أصاب كبد الحقيقة حين وزّع أدوار رعاية الصغير الذي كُتب عليه فراق أمه عن أبيه ، وهنا على الأم حضانته صغيراً ، وكُلّف الأب برعايته كبيراً ليرمم ما يحتاج إليه الترميم ، ويشدّ من أزر الولد ، ويوجَّه التوجيه الصحيح ، وفي هذا العدل كلّ العدل والرحمة كلّ الرحمة . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يشتمل على دراسة يتناول المؤلف من خلالها موضوع حضانة الطفل ، ومن هو بحكمه كالمجنون مثلاً . للوقوف على ما حكم الإسلام من خلال الأدلة المستفادة من النصوص القرآنية والأحاديث القطعية الثبوت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النظر المتجدّد في الحكم الشرعي من خلال الأدلة المعتبرة يعطي للإجتهاد الفقهي حيوية واستمراراً حتى لا يكون الإجتهاد مقتصراً على ترديد كلمات القدماء وحفظها عن ظهر قلب ، وبهذا يصبح بعيداً عن حاجات المجتمع ، ويعجز عن حلّ المشاكل المتجددة ليتحوّل - وبالتدريج - إلى عبء يثقل كاهل المجتمع ، بدلاً من العكس . وقد تناول المؤلف مناقشة الأبحاث التالية : 1- في الحضانة والفرق بينها وبين ولاية الأب ، أو بينها وبين الولاية بشكل عام . 2- الحضانة حق لمن ؟ هل هي حق للأم أو الطفل ، أو لهما معاً ؟ وهل يكون للأب نصيب في ذلك . 3- في فترة الحضانة ، ولمن تكون بعد الأبوين . 4- في شروط الحضانة والحاضن . 5- في سقوط حق الحضانة والتنازل عنه وطلب الأجرة عليه . إقرأ المزيد