الترجحيات الفقهية عند الإمام محمد بن يوسف أطفيش
(0)    
المرتبة: 261,839
تاريخ النشر: 25/07/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:يعدّ كتاب البيوع من أهم المباحث الفقهية التي اعتنى به الفقهاء قديماً وحديثاً وحرصوا على تفصيله وتبين أحكامه للناس واستفرغوا فيه وسعهم، لإرتباطها الوثيق بالحياة اليومية للمسلم، لأن أي جهل بأحكامه يوقع صاحبه في الحرام، ويأكل الربا شاء أم أبى.
ومن بين أولئك العلماء الذين بذلوا جهودهم في هذا، فشرحوا ...وبينوا ورجحوا الإمام الشيخ محمد بن يوسف أطفيش من خلال كتابه "شرح كتاب النيل وشفاء العليل"، والشارح هو الشيخ محمد بن يوسف بن عيسى بن صالح بن عبد الرحمن بن عيسى بن إسماعيل بن محمد بن عبد العزيز بن بكير الحفصي أطفيش، عالم إباضي جليل، اشتهر بلقب "قطب الأئمة" بين قومه لأن الزعامة العلمية آلت عليه في عصره فكان المرجع في الفتوى والعلم عند اتباع الإباضية من العلماء وطلبة العلم.
ولد الشيخ القطب عام ١٢٤٣هـ / ١٨٢٧، بمدينة غرداية في الجنوب الجزائري، توفي والده بعد عودته بعائلته إلى بلدة بني يسجن، وعندما رأت أمه بدار، النبوغ في ابنها محمد بادرت إلى إدخاله في الكتاتيب، وتحفيظ القرآن الكريم، وهو ابن ثمان سنوات، لينتقل من ثم إلى مجالس العلم لينهل من حلق الذكر ومختلف الفنون العلم من النحو والفقه ونحوه، ومما شجعه على طلب العلم والإجتهاد وفيه، حرصه على اقتناء الكتب واستنساقها، رغم الفقر الذي كان يعيشه واقتنائه لبعض خزائن العلماء، كخزانه الشيخ عبد العزيز التميمي صاحب كتاب النيل، فما أن بلغ الشيخ أطفيش السادسة عشرة حتى باشر أول تجربة في التأليف وجلس للتدريس وأصبح عالماً بارزاً في وادي مزاب، ثم بلغ درجة الإجتهاد في أواخر عمره.
توفي الشيخ القطب أطفيش سنة ١٣٣٢هـ / ١٩١٤م، تاركاً مؤلفات وصلت إلى (١٣٥) مؤلفاً في مختلف فنون العلم: في أصول الدين والعقيدة، وأصول الفقه، وعلم اللغة، والتفسير والحديث... منها في علم الفقه كتابه: "شرح النيل وشفاء العليل"، يقع في سبعة عشر مجلداً، وهو كتاب شارح لكتاب النيل الذي ألفه المصنف ضياء الدين عبد العزيز التميمي، مبيناً لما غمض منه ومثرياً لما فيه من الأدلة والأحكام سلك فيه الشيخ أطفيش نهج كتب الفقه المقارن، فبيّن فيه الأقوال المختلفة، وناقشها وذكر الأدلة وأورد سبب الخلاف.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب "الترجحات الفقهية عند الإمام محمد بن يوسف أطفيش في كتابه "شرح كتاب النيل" دراسة في أبواب الشرح"، والذي اشتمل على دراسة في إبراز وبيان جميع ترجيحات الإمام أطفيش في مسائل البيوع وعرضها بأدلتها، وتوجيه ما رجحه أطفيش فيما لم يذكره من دليل في كتابه "شرح كتاب النيل" وبيان بعض الآراء المخالفة له.
وقد اعتمد الباحث في دراسته هذه المناهج الآتية: - المنهج التوثيقي، عند الحديث عن سيرة الشيخ أطفيش، - المنهج الإستقرائي، من خلال تتبع مواضيع الترجيح عند الشيخ أطفيش وحصرها، - المنهج الوصفي التحليلي: عند التعريف بكتاب شرح كتاب النيل وشفاء العليل، وكذا عند عنونة وتوضيح حكم المسألة الذي رجّحه الإمام أطفيش في كتابه شرح كتاب النيل في أبواب البيوع.
هذا وقد تم تقسيم هذه الدراسة إلى مبحث تمهيدي وثلاثة أبواب، إذ تضمن المدخل التمهيدي التعريف بالإمام أطفيش وبكتابه شرح كتاب النيل ومنهجه في الترجيح، أما الباب الأول، فقد تمحور حول ترجيحات الشيخ أطفيش في مسائل البيع الجائز وغيره وما ينعقد به البيع، وما يعقد عليه.
واشتمل على ثلاثة فصول: الأول عن ترجيحاته في مسائل البيع وما نهي عن بيعه، وبيوع الذرائع، والثاني في البيوع المنهي عنها والشرط والإستثناء، وأنواع أخرى من المناهي، والثالث في ما ينعقد به البيع والعاقد والمعقود عليه، وبيع غير الدمنة والتسمية.
أما الباب الثاني فقد تضمن ثلاثة فصول؛ فالأول عن ترجيحات الإمام في مسائل العيب وحكمه والإستحقاق، والثاني في مسائل الصرف والسلم، والثالث في مسائل الدين، وقضائه، والوكالة في قبضه، والباب الثالث، فقد جاء أيضاً ضمن ثلاثة فصول؛ الأول عن ترجيحاته في مسائل التولية والإقالة، والخيار، والمشاركة، والمرابحة، والثاني في مسائل الطوافة والحوالة، والثالث في مسائل الحمالة، والوكالة على البيع والشراء.
وأخيراً تأتي الخاتمة التي تضمنت أهم النتائج والتوصيات التي توصل إليها الباحث. إقرأ المزيد