لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

منديل بالفراولة

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 436,695

منديل بالفراولة
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
منديل بالفراولة
تاريخ النشر: 01/06/2022
الناشر: منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف
النوع: ورقي غلاف عادي -
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:لم يكن لباب غرفتي قفل. لم يكن فيها، كما أظنّ الآن، ما كنت أحرص عليه آنذاك سوى الكتب، فدخلتْ رايا في غيابي ذات يوم. تركتْ لي قصاصة ورق صغيرةً مطويّةً على طاولة كتابتي مع ثلاث حبّات فراولة في طبق أبيض صغير. ثم خرجتْ دون أن يلاحظها قريبُها ومُضيفها وشريكي بالشقة: ...أبدول.
أبدول رجل أذريٌّ بدين لا تغادر فمَه ابتسامتُهُ الدبلوماسية حتى حين تشي لك عيناه بأنه لا يطيقك. وكان قد فهم، قبل الكثيرين من حوله في تلك الأيام، أن الانتماء إلى الحزب الشيوعي السوفييتي سوف يصبح في القريب العاجل عبئاً على مستقبله، فانسحب من صفوفه وأعلن للمقرّبين من أصدقائه أنه قد تعمّد في إحدى كنائس موسكو. ولعلّه أراد، بحدسه المبكّر نسبياً لما كانت ستؤول إليه الأحداث، أن يؤكّد على جدارته وتمسّكه بالدقائق المعدودة التي كان قد بدأ يتحدثها شهريّاً في تلفزيون أذربيجان عن أخبار السينما في موسكو. كان، في تلك الفترة، قد تخرج من قسم النقد السينمائي في معهد السينما منذ بضعة شهور لا أكثر. وقد تمكّن من انتزاع تلك الدقائق الثمينة، في ختام برنامجٍ للمنوعات، بفضل اتصالٍ هاتفي من زوج رايا بمدير التلفزيون في باكو، كما سأعلم بعدئذٍ.
غير أن سارا، زوجة أبدول، كانت لطيفة حقاً إلى درجة أنني كنت أشعر بغبنها كلما رأيتهما معاً. وكان يبدو لي، ويعزّيني ربما بعض الشيء، أنها كانت غالباً ما تضجر منه خاصةً حين كان يستميتُ أمام زائريه في تبرير تخلّيه المفاجئ عن معتقداته السابقة التي كان يُبَعبِع بها بمناسبة ودون مناسبة قبل ذلك. وكان موزّع شقتنا بمثابة مطبخٍ مشترك، فكانت سارا تلجأ إليه في بعض الأحيان لتستنشق هواءً خالياً من أنفاس أبدول ومن صوته العالي، كما كان يحلو لي أن أتصوّر. وكان من عادتي، حين لا أعثر في قاموسيَّ على معانى كلمات جديدة تعترضني في كتاب أقرؤه بالروسية، إما أن أبحث عنها في اليوم التالي في القواميس المتاحة في مكان عملي، أو أن أخرج من الشقة لأستوقف أحد الجيران وأسأله عنها. غير أنني كنت أشعر بالغبطة حين كنت أصادف سارا في موزع الشقة في هذا التوقيت، فأعرض عليها، كأنما بسرورٍ كبير، جهلي المطبق بالكلمات الجديدة. ثم صرت، إذا استعصى عليّ شيءٌ من هذه الكلمات، أنتظر ضجرَها الدوريّ من أبدول ثم خروجَها إلى الموزّع، فأظهر بعد ظهورها بلحظات قليلة كما لو بمحض المصادفة. كانت تستطرد بالشرح بإخلاصِ من يؤدّي رسالة سامية بصوتٍ متعاطفٍ خفيض، وعندما تتأكّد من فهمي كانت تبتسم لي ابتسامة طفيفة من باب المجاملة. وربما من باب التأكيد على أنني لن أزعجها إذا استفسرتُ منها عن معاني كلمات أخرى يمكن أن تعترضني في المرات القادمة أيضاً. وأحيانا كانت تتّهمني، بنبرةٍ جادّةٍ مهذّبة، بالنمل الذي يظهر أحياناً في خزانتنا المشتركة في الموزّع لأنني، برأيها، لا أتأكّد ربما من إغلاق علب السكر والمربى والبسكويت بشكل جيد عندما أقوم بحصّتي من تنظيف الشقة.
في قصاصتها الأولى، التي تركتْها رايا في غيابي على طاولة كتابتي، طلبتْ مني أن أحضر في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم التالي إلى أول مقعد في الدرب الضيق الذي يخترق الغابة القريبة من حيّنا. لم أنتبه، في ذلك الصباح، إلى السماء الداكنة المحمّلة بالغيوم ولا سمعتُ نذير رعودها البعيدة. ولعلّي لم ألتفتْ إليها أصلاً عبر النافذة الواسعة في غرفتي قبل أن اخرج إلى موعدي في الغابة، فما احتطتُ بمظلّتي ولا ارتديتُ معطفي المطريّ.

إقرأ المزيد
منديل بالفراولة
منديل بالفراولة
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 436,695

تاريخ النشر: 01/06/2022
الناشر: منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف
النوع: ورقي غلاف عادي -
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:لم يكن لباب غرفتي قفل. لم يكن فيها، كما أظنّ الآن، ما كنت أحرص عليه آنذاك سوى الكتب، فدخلتْ رايا في غيابي ذات يوم. تركتْ لي قصاصة ورق صغيرةً مطويّةً على طاولة كتابتي مع ثلاث حبّات فراولة في طبق أبيض صغير. ثم خرجتْ دون أن يلاحظها قريبُها ومُضيفها وشريكي بالشقة: ...أبدول.
أبدول رجل أذريٌّ بدين لا تغادر فمَه ابتسامتُهُ الدبلوماسية حتى حين تشي لك عيناه بأنه لا يطيقك. وكان قد فهم، قبل الكثيرين من حوله في تلك الأيام، أن الانتماء إلى الحزب الشيوعي السوفييتي سوف يصبح في القريب العاجل عبئاً على مستقبله، فانسحب من صفوفه وأعلن للمقرّبين من أصدقائه أنه قد تعمّد في إحدى كنائس موسكو. ولعلّه أراد، بحدسه المبكّر نسبياً لما كانت ستؤول إليه الأحداث، أن يؤكّد على جدارته وتمسّكه بالدقائق المعدودة التي كان قد بدأ يتحدثها شهريّاً في تلفزيون أذربيجان عن أخبار السينما في موسكو. كان، في تلك الفترة، قد تخرج من قسم النقد السينمائي في معهد السينما منذ بضعة شهور لا أكثر. وقد تمكّن من انتزاع تلك الدقائق الثمينة، في ختام برنامجٍ للمنوعات، بفضل اتصالٍ هاتفي من زوج رايا بمدير التلفزيون في باكو، كما سأعلم بعدئذٍ.
غير أن سارا، زوجة أبدول، كانت لطيفة حقاً إلى درجة أنني كنت أشعر بغبنها كلما رأيتهما معاً. وكان يبدو لي، ويعزّيني ربما بعض الشيء، أنها كانت غالباً ما تضجر منه خاصةً حين كان يستميتُ أمام زائريه في تبرير تخلّيه المفاجئ عن معتقداته السابقة التي كان يُبَعبِع بها بمناسبة ودون مناسبة قبل ذلك. وكان موزّع شقتنا بمثابة مطبخٍ مشترك، فكانت سارا تلجأ إليه في بعض الأحيان لتستنشق هواءً خالياً من أنفاس أبدول ومن صوته العالي، كما كان يحلو لي أن أتصوّر. وكان من عادتي، حين لا أعثر في قاموسيَّ على معانى كلمات جديدة تعترضني في كتاب أقرؤه بالروسية، إما أن أبحث عنها في اليوم التالي في القواميس المتاحة في مكان عملي، أو أن أخرج من الشقة لأستوقف أحد الجيران وأسأله عنها. غير أنني كنت أشعر بالغبطة حين كنت أصادف سارا في موزع الشقة في هذا التوقيت، فأعرض عليها، كأنما بسرورٍ كبير، جهلي المطبق بالكلمات الجديدة. ثم صرت، إذا استعصى عليّ شيءٌ من هذه الكلمات، أنتظر ضجرَها الدوريّ من أبدول ثم خروجَها إلى الموزّع، فأظهر بعد ظهورها بلحظات قليلة كما لو بمحض المصادفة. كانت تستطرد بالشرح بإخلاصِ من يؤدّي رسالة سامية بصوتٍ متعاطفٍ خفيض، وعندما تتأكّد من فهمي كانت تبتسم لي ابتسامة طفيفة من باب المجاملة. وربما من باب التأكيد على أنني لن أزعجها إذا استفسرتُ منها عن معاني كلمات أخرى يمكن أن تعترضني في المرات القادمة أيضاً. وأحيانا كانت تتّهمني، بنبرةٍ جادّةٍ مهذّبة، بالنمل الذي يظهر أحياناً في خزانتنا المشتركة في الموزّع لأنني، برأيها، لا أتأكّد ربما من إغلاق علب السكر والمربى والبسكويت بشكل جيد عندما أقوم بحصّتي من تنظيف الشقة.
في قصاصتها الأولى، التي تركتْها رايا في غيابي على طاولة كتابتي، طلبتْ مني أن أحضر في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم التالي إلى أول مقعد في الدرب الضيق الذي يخترق الغابة القريبة من حيّنا. لم أنتبه، في ذلك الصباح، إلى السماء الداكنة المحمّلة بالغيوم ولا سمعتُ نذير رعودها البعيدة. ولعلّي لم ألتفتْ إليها أصلاً عبر النافذة الواسعة في غرفتي قبل أن اخرج إلى موعدي في الغابة، فما احتطتُ بمظلّتي ولا ارتديتُ معطفي المطريّ.

إقرأ المزيد
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
منديل بالفراولة

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 264
مجلدات: 1
ردمك: 9786140245495

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين