السرد العربي أنواع وأنماط
تاريخ النشر: 01/06/2022
الناشر: منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر: لا يمكننا الحديث عن السرد العربي بدون وضعه في نطاق نظرية عامة للسرد، من جهة أولى، أو بدون النظر إليه في إطار نظرية خاصة للأجناس الأدبية، من جهة ثانية. إن أي تناول له بدون الانطلاق من هذه النظرية أو تلك، يظل ناقصا، وقاصرا عن الإحاطة بمختلف العوامل المتصلة بتشكله، ...أو العوالم التي ساهمت في تطوره، وما عرفه في صيرورته من تحولات وتغيرات. وتبعا لذلك يغدو تحليلنا لأي تجل من تجلياته غير مختلف عما ننتهجه حاليا في تحليلاتنا النقدية للرواية العربية التي نتعامل معها بانتقاء مفهوم معين، عاملين على إبرازه من خلال شواهد نصية معينة، مدعين بذلك أننا حللنا الخطاب أو النص، ونجحنا في تفسيره وتأويله.
عملت في كتاب "الكلام والخبر" (1997) على بلور تصور عام للسرد العربي يضعه في نطاق الكلام العربي، محددا أنوعه وأنماطه التي يتحقق من خلالها. وجاء كتاب "السرد العربي: مفاهيم وتجليات" (2006) لطرح مسائل تتعلق ببعض مقتضيات التفكير فيه، والعمل على النظر إليه من خلال رؤية شمولية، وكان القسم التطبيقي منه اشتغالا على نصوص تنتمي إلى بعض أنواعه، وأنماطه.
يأتي هذا الكتاب توسيعا لدائرة التناول التي وقف عليها الكتاب الأول نظريا، وتطويرا للجهاز النظري الذي اشتغلت به تطبيقيا في الكتاب الثاني، فجعلته في بابين:
يتناول الباب الأول قضايا السرد العربي وإشكالاته من خلال طرح أسئلة محددة تتعلق بمستقبله، انطلاقا من تجاوز إكراهات الحاضر التي هي وليد وليدة تاريخ حديث في تعاملنا مع التراث العربي بصورة عامة، والسردي منه خاصة. وكان من الضروري التساؤل، في هذا السياق، عن قراءتنا لهذه السرد ومدى مطابقتها لما يزخر به من غنى وتنوع وتشعب. وكانت المقارنة بينها وبين ما يقوم به الغربيون في تعاملهم مع تراثهم السردي، والمستعربون في تناولهم للسرد العربي، في ضوء المناهج الفيلولوجية، واانظريات العلمية الحديثة والمتجددة إبرازا لفجوات علينا العمل على ردمها. وكان من ثمة التعرض لقضايا النظرية السردية ومصطلحيتها من خلال التساؤل عن إمكانية استكشاف إرهاصات عربية قديمة، والاستئناس بها في تجديد تعاملنا مع تراثنا السردي.
أما الباب الثاني، فخصصته لمعالجة تطبيقية تتمحور حول قضايا بعض الأنواع والأنماط، السردية متوقفا على المماثلة السردية من خلال استجماع مختلف ما يتصل بالمثل والتمثيل والأمثولة في نطاقها، سواء تحققت من خلال الشعر أو النثر، وعلى جوانب تتعلق بالقصيدة الشعرية، أو السيرة الشعبية، أو بعض الأخبار والحكايات والقصص مبينا تشكلها زمنيا، وتطورها.
إن قضايا السرد العربي وإشكالاته متعددة ومتنوعة. وبدون تجديد الأسئلة المتعلقة بكيفية قراءته، وتحليله، وإعادة النظر فيما راكمناه من تصورات وآراء بخصوصه، لا يمكننا تطوير النظرية السردية، أو الانخراط فيما تعرفه الدراسات السردية العالمية. وفي الوقت نفسه، لا يتأتى لنا فهم تراثنا السردي والتفاعل معه بالشكل الإيجابي الذي يجعلنا نستفيد منه في قراءاتنا وإبداعنا، وتحويله ليتلاءم مع ما صارت تفرضه ضرورات العصر الرقمي ومتطلباته. إقرأ المزيد