المسائل العقدية في الصيام
تاريخ النشر: 05/04/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:إن علم العقيدة هو من أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف علومه؛ حيث أنه متعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وما يجب له جل جلاله - من التوحيد ونبذ الشرك، وهو ما أُرسلت به الرسل، فقد أرسلهم الله تعالى بالتوحيد، وجعل أصل رسالتهم فيه، وأن اختلفت شرائعهم، يقول تعالى: ...﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾... [سورة النحل: الآية 36].
ومما يدل على شرف هذا العلم، ارتباط العبادات وأحكام الشريعة به، فلا تكاد تجد مسألة من مسائل الشريعة، إلا وتجد مسألة من مسائل الشريعة، إلا وتجد في ثنايا نصوصها مسائل عقدية بارزة المعالم.
هذا وإن الإرتباط بين مسال العقيدة والعبادات واضح لدى كل متأمل في هذه النصوص والتي ستظهر جلياً في هذا البحث ضمن مسائل الشريعة التي تضمنت نصوصها مسائل عقدية، فريضة الصيام.
فالصيام من العبادات العظيمة التي وردت النصوص بفضلها، وهو من أركان هذا الدين القويم الذي جاء الأمر به، والترغيب فيه، والوعيد لمن تركه؛ بل كان من الشرائع المكتوبة على من قلنا من الأمم.
وعند التأمل في الصيام ونصوصه نجده يحتوي على الكثير من المسائل العقدية التي جاءت في ثنايا نصوصه، وهذا يبين بجلاء مدى الإرتباط القوي بين العبادات وعقيدة أهل الإيمان.
من هنا تأتي أهمية هذا البحث الذي يسعى الباحث من خلاله إلى إبراز هذه المسائل العقدية لهذا الركن الأساس، وذلك بهدف معرفة عقيدة أهل السنة من خلال دراسة المسائل المتعلقة بنصوص الصيام، وإظهار مدى العلاقة والإرتباط بين العقيدة والعبادات، وبيان أن العبادات إنما شُرّعت لتوحيد الخالق سبحانه وتعالى، وإبراز ما يورثه التأمل والإستنباط من النصوص من أثر إيماني على الباحث والقارئ، وجاء منهج الباحث على النحو التالي: 1- يعمد إلى ذكر النص من الكتاب والسنّة الذي يدل على المسألة العقدية في الصيام، 2- التعريف بالمسائلة إذا كانت بحاجة إلى إيضاح، 3- ذكر العلاقة بين المسألة العقدية وبين الصيام، 4- الإكتفاء بنقل ثلاثة أدلة من القرآن الكريم وثلاثة أدلة من السنة على كل مسألة عقدية (في غير نصوص الصيام) نظراً لكثرة الأدلة غالباً، 5- نقل الإجماع في المسألة إن وُجد، 6- الإقتصار على العناصر المهمة في كل مسألة عقدية، 7- عزو الآيات القرآنية إلى سورها وأرقامها في الهامش، 8- تخريج الأحاديث والآثار من المصادر الأصلية؛ فإذا كانت في الصححيين أو أحدهما، يكتفي بذلك، وإن كانت في غيرهما، يتم تخريجهما ونقل كلام أهل العلم في الحكم عليها، 9- نقل بعض كلام أهل العلم على هذه المسائل ونسبتها إلى قائليه، 10- التعريف بالأماكن والأعلام والفرق والكلمات الغريبة؛ إن وجدت، هذا من جهة.
وأما البحث فقد جاءت خطته على النحو التالي: مقدمة وتمهيد، وثلاثة فصول، أما المقدمة فقد تم فيها ذكر أهمية البحث وأسباب اختياره، أما التمهيد فقد تضمن التعريف بمفردات العنوان وبيان أهمية الصيام، وضرورة الملازمة بين العبادات والإعتقاد.
ومن ثم تم الإنتقال في الفصل الأول إلى تسليط الضوء على المسائل المتعلقة بالإيمان بالله (توحيد الألوهية بما يتضمن الحديث حول الإخلاص لله تعالى، وأهمية الدعاء، والتوسل بالشفاعة، ليتم الإنتقال إلى بيان المسائل المتعلقة بتوحيد الأسماء والصفات: العلّو، العفو، صفة المحبة، صفة الإرادة، صفة الطيب، صفة القرب).
وحول المسائل المتعلقة ببقية أركان الإيمان دار الحديث في الفصل الثاني: الإيمان بالملائكة وبالكتب وبالرسائل وباليوم الآخر والإيمان بوجود الجنة والنار والإيمان بالقدر.
أما الفصل الخامس فقد تم تخصيصه للبحث في المسائل متفرقة: مسائل في الإيمان كالإيمان بوجود الحب، ومسألة زيادة الإيمان ونقصانه، ومسألة مغفرة الذنوب بالأعمال الصالحة، ومسائل أخرى متفرقة مثل مسألة وسطية هذه الأمة، وما يتعلق بمسائل بدع الصيام، وتسليط الضوء على مسألة الشرع المتبع قبل شريعة الإسلام، ومسألة بركة الأزمان والأعيان، وبيان ما يتعلق بمخالفة أهل الكتاب.
وأخيراً جاءت الخاتمة التي تم فيها ذكر أهم النتائج التي توصل إليها الباحث. إقرأ المزيد