تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: منشورات باب الحكمة
نبذة الناشر:في المغرِبِ الَيومَ حَرَكَةً نشيطَةً في الجامِعَةِ المَغِرِبيَّة، وَلا سِيَما في شُعَبِة الّتاريخِ وَاللُّغَةِ الَعَرِبيَّةِ مِنها، تَعمَلُ عَلى نَشرِ كُلِّ المَصادِرِ الّتاريِخِيَّة وَالوَثائقِ المَغِرِبيَّةِ وَدِراسَتِها، وَهِيَ صَدى واضِحٌ لِدَعوِة المُؤَرُخينَ بِلِسانِ الحالِ أَو بِلِسانِ المَقال في القَرنِ الماضي، أَو بِهِما مَعاً، إلى البَحثِ عَنِ الوَثائقِ الَعَرِبيَّةِ لِكتابَةِ تاريخِ المَغرِبِ كِتَابَةً ...عِلِمّيّةص مَضبوطَة، وَعَلى رَأسِهِم عَبدُ الرَّحمانِ بنُ زَيدان، وَمُحَمّد داوود، وَالمُختارُ السّوسِيّ، لِكَيلاَ يبقى تاريخُ المَغرِبِ مَبِنّياً عَلى الأَساطيرِ وَالحِكاياتِ وَالذَّكَرياتِ الَبعيدَةِ وَحدَها، أَو لُعبَةَ في يَدِ المُؤَرِّخِ الإفَرنِجيّ، وَهِيَ حَرَكَةٌ مَحمودَةٌ تُنِقذُ تاريخَ الأُمّةِ مِنَ الضّياع، وَتُعَرِّفُ به، وَتُقَدِّمُهُ لِلأَجيالِ اللّاحِقَة.
وَفي دائَرِة هذا التَوجُّه، فَإنّ كُلّ وَثيقَةَ مَغِرِبيّة هِيَ شَيءٌ ثَمينٌ وَغال، يَحرِصُ عَلى تَحصيلِهِ الُّتَبهاءُ مِنَ الباحثين، مَهما كانَ شَكُلها وَطَبيَعُتها، وَهِيَ ثَمينَةٌ وَغالِيَة، بِقَدرِ ما يَجِدونَ في نُفوسِهِمِ مِن مَحَبّةٍ لا حُدودَ لَها لِهاذا الّتاريخِ الَمغِرِبيّ، وَلا أحسِبُ الأُستاذَ الَعميد، د. مُصطَفى الغاشي الطّنجِيّ، إلّا مِن هاؤُلاء، ممن شَغَفَهُم تاريخُ المَغرِبِ حُبّاً، فَهُم حُرَصاءُ عَلى أَنَ يَرَفعوا قواعَدَ بيتِهِ عَلى أَساسٍ سَميكٍ مِنَ الوَثائق، عَسى أَن تَتَقَبلَ الأَجيالُ المُقِبَلُةِ مِنَ المُؤَرّخينَ عَمَلَهُم.
وَهُم في هذا لا يَعَبأونَ بِوَقت يُنفَقُ في هذا السّبيل، أَو مَجهودٍ كَبيرٍ يُبذَلُ فيما قَد يَحسبُهُ بَعضُ النّاسِ أَمراً هَيَناً وَما هُوَ بِالَهّيّن، أَو مالٍ يَصرِفونَه، فَقَد شَغَفَهُم هذا التّاريخٌ حُبّاً، فَبَذَلوا لَهُ وَقَتُهم، وَهُوَ أضيَقُ مِنَ أفحوصِ القَطاة، وَجَهدَهُم، وَلاَ يَعَلُم إلَا الله مِقدارَه، إذُ يَقصِّرونَ فيهِ أَيامَهُم، وَيَسهَرونَ لَيِالَيُهم، وَهُم بِهاذا يُقَدِّمونَ ما يَستَطيعونَ مِنَ العِلمِ النّافِعِ للأُمّة.
لِحُضوِرِ افتِتاحِ السُّلطانِ المَولى يوسُفَ لجامِعِها العامِر، وَهُوَ وَثيقَةٌ نادِرَةً نُدَرَة الوَثائقِ الَعَرَبِيَّة بالَّنسبةِ إلى الوَثائقِ الأجَنِبيّة، كَتَبَها رَجُلٌ وَسَطٌ في النّاس، ذو عِبارَةٍ عامَيّة، كَما كان يَكونُ كُتّابُ رِجالِ المَخزَنِ في ذاِلكَ الَعصر، وَلا سِيَما في البادِيَة؛ لَم يَزُرِ الَغربَ وَلَم يَتَعلّم لُغاتِه، وَلا قَرَأَ في مَدارِسِ الشّرق، وَلا اطَلَعَ عَلى ثَمَراتِ مَطابِعِه، ثُمَّ تَكُتبُ لَهُ الأَقدارُ أَن يَزورَ هاذا الَغربَ في زِيارَةٍ رَسميَّة، يَنَتِقلُ فيها مِن بَلَدٍ إلى بَلَد، وَمِن عَصرٍ إلى عَصر، وَمِن حَضارَةٍ إلى أُخرى. إقرأ المزيد