تاريخ النشر: 25/03/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:موضوع هذا الكتاب الملل والنحل، أو ما يسميه المحدثون (تاريخ الأديان)، وعليه يجب بيان كلمات هذه الأسامي، في اللغة والإصطلاح تعريفاً به، وتحديداً لما سعى إليه المؤلف في كتابه هذا.
وهذا بيان لمعنى الدين، حيث ترجع معاني الدين عل كثرتها وتفرقها إلى معنى (الخضوع والإخضاع والتغلب والإنقلاب) وحول هذا تدور ...كل المعاني التي أطلقت على الدين، على تباينها واختلافها بصلة واضحة غالباً، أو خفية يجلّيها أيسر النظر حيناً.
وهناك تعريفات شرقية وأخرى غربية، 1- التعريفات الشرقية: 1- الدين: وضع الهي سائق بذاته لذوي العقول - باختيارهم المحمود إلى الخير [ابن قلطوبنا بتصرف]، 2- الدين وضع إلهي سائق لذوي العقول - بإختيارهم إياه - إلى الصلاح في الحال، والفلاح في المآل (التهافوي في "كشاف اصطلاحات الفنون"]، 3- الدين: ما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصّلوا به إلى حوار الله [الراغب الأصفهاني في "المقررات"].
وهذه بعض تعريفات الدين الغربية: قالوا: 1- الدين: ديوان الفضلة والطراز العالي للحياة، وقالوا: 2- الدين رباط الجماعة الإنسانية، وقالوا: 3- الدين: معرفة الروابط بين الإنسان، والله: وقالوا: الدين معرفة الله، ثم احترام الله، وقالوا: 5- الدين الإعتقاد بالله مُظْهَراً بأعمال خارجية، وقالوا: 6- الدين رباطٌ خضوعٍ يربط الإنسان بقوة عليا - أو أكثر - من تلك القوى التي يحسّ بخضوعه لها، ويقدم لها أعمال عبادته.
ولو أروت الموازنة بين التعريفات الشرقية جملةً، التعريفات الغربية جملة، لظهر لك أن أوضح ما بينهما من فرق قِصْدُ التعريفات إلى بيان الدين الصحيح أو الإسلام خاصة، أو قوة التدين من حيث هي هادية إلى اختيار الدين الصحيح السماوي، بينما قصد التعريفات الغربية بيان التدين، أو الدين بمعنى عام يشمل السماوي من الأديان والأرضي منها والصحيح والزائف.
والقصد هنا، أي ما ذهب إليه المؤلف محمد أبو زهرة في كتابه هذا، في تاريخ الأديان، هو الدين بالمعنى الأعم المتناول للصحيح والباطل والمحرف والمصنوع، يُقصَدُ إلى تاريخه من حيث هو نظامٌ وتشريعٌ لضبط الحياة ولفحص أمهات تلك النظم وأسسها، ومقارنتها بغيرها.
كما يدرس خضوع الإنسان لهذه النظم وتدينه بها ونواميس ذلك.
ولمزيد نم التوضيح، فإن هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ يمثل تكملة الجزء الثاني من كتاب الأستا محمد أبو زهرة (من تاريخ الملل والنحل) للسنة الأولى تخصص الوعظ، كلية أصول الدين، الجامعة الأزهرية والصادر سنة 1937 - 1938.
وقد تحدث في هذا الكتاب عن طائفة من الأديان التي اندرجت تحت مسمى الدين الذي تم ذكره آنفاً، جاءت على النحو التالي: 1- الديانة المصرية القديمة، 2- البرهمية (الهند)، 3- البوذية (الهند).
وقد تضمن الحديث عن تلك الديانة ما يلي: ولادة بوذا، حياته، حقيقة شخصية، بوذا والإلهيَّات، بوذا والنفس، 4- الكونغو شيوسية (الصين). إقرأ المزيد