تاريخ النشر: 18/03/2022
الناشر: منشورات نصوص
نبذة الناشر:والحـق مأوى الحق، لا الحق، ما قال التوحيد؛ لأن المقال والحقيقة لا تصحان للخلق، فكيف تصحان للحق؟
(والذى يأخذ العرض لا يكون إلا جوهرا).
(والذى لا يفارق الجسم لا يكون إلا جسما).
(لا يفارق الروح لحظة، ولا يكون إلا روحا).
(إننا هضمة روحانية رجعنا إلى ما يتضمنه).
(من مشموله وهاضمه، ...ومقوله وهاشمه، ومحموله).
(الأول مفعولات، والثانى مرسومات، لدوائر الكونين، والنقطة معنى للتوحيد، وليس التوحيد، ولو أن الدائرة منفصلة).نبذة المؤلف:الحلاج الخطيب... الحلاج المسجون... الحلاج المعلق على صليب السلطة لأنه قال ما لا تفهم وما لا تريد... ولد في واسط ومات في بغداد في القرن الرابع الهجري... رحّالة ذهب إلى كل البلدان ليعرض أفكاره، وكان يرى أن التصوف منهج لإستعادة الحقوق، وإيصال الناس لحياة أقوم وأفضل.
حبس الحلاج سنين طوال، تعرّض فيها للإذلال بشكل مستمر، لكنه استمر في نقل أفكاره واستمالة الناس إلى أهدافه، حتى دُبِّرت له محاكمة بشكل مناظرة، وتبين لرجال الدين رأيه، حتى أمر الخليفة المقتدر بالله العباسي إعدامه، وتمّ تنفيذ الحكم بطريقة بشعة تعبر عن تعطش المخالفين إلى الدم مقابل تعطش الحلاج للمعرفة.
ضُرب الحلاج ألف سوط، وقُطّعت رجلاه ويداه، ومن ثم رأسه، ونُصِبَ إلى جسر الجديد في بغداد العباسية، ويقال إنه أُحْرِق على التلّ الأحمر، وهو الموجود في منطقة الشوينزي، وقد تم تكفيره، قدم الحلاج للعقل الكثير... وهو ما سيراه القارئ في طواسينه التي اشتمل عليها هذا الكتاب سُئِّل الحلاج كيف الطريق إلى الله تعالى؟ قال: الطريق بين اثنين وليس مع الله أحد، أن المكان والزمان، أي طرفي الوصول بين نقطتين، لا تعبران عن طريقه... فالله في كل مكان... والطرق إلى الله بعدد الخلائق [...].
والطواسين هي جمع طس، وقد استهل هذه الطواسين وطس السراج حيث يصفه بقوله... طس، سراج من نور الغيب، وبدا وعاد وجاوز السراج وساد قمر تجليّ بين الأقمار، بُرجُه في فلك الأسرار، سمّاه الحق "أمياً" لجمع همته، و"حرمياً" لعظم نعمته، و"فكيّاً" لتمكينه عند قربه شرح صدره، ورفع قدره، وأوجب فأظهر بدره، أضاء سرجه من معدن الكرامة، ما أخبر إلا عن مصيرته، ولا أمر بسنته إلا عن حق سيرته، حضر فأحضر، وأبصر فخبر، واندلّ فحدّد، ما أبصره أحد على التحقيق سوى الصديق، لأنه وافقه ثم رافقه لئلا يبقي بينهما فريق، ما عرفه عارف إلا جهل وصفه: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾...
أنوار النبوة من نوره برزت، وأنوارهم من نوره ظهرت، وليس في الأنوار نور أنور، وأظهر وأقدم من القِدَم سوى نور صاحب الكرم، همته سبقت الهمم، ووجوده سبق العدم، واسمه سبق القلم؛ لأنه كان قبل الأمم ما كان في الآفاق [و] وراء الآفاق ودون الآفاق أظرف وأشرف وأعرف وأنصف وأرأف وأخوف وأعطف من صاحب هذه القضية، وهو سيد البرية، الذي اسمه (أحمد)، ونعته أوحد، وأمره أوكد، وذاته أوجد، وصفته أمجد، وهمته أفرد، يا عجباً ما أظهره وأنظره وأكبره وأشهره وأنور وأقدره وأبصره لم يزل كان، كان مشهوراً قبل الحواديث... كلامه نوبي، علمه علّوي، عبارته عربي... [...] إلى أن يقول: "رفع الغمام، أشار إلى البيت الحرام، هو التمام، هو الهمام... العلوم كلها قطرة من بحره، الحكم كلها غرفة من نهره، الأزمان كلها ساعة من دهره، الحق به، وبه الحقيقة هو الأول في الوصلة، هو الآخر في النبوة، والباطن بالحقيقة، والظاهر بالمعرفة، ما وصل إلى علمه عالم، ولا اطّلع على فهمه حاكم، الحق ما أسلمه إلى خلقه؛ لأنه هو وأنيّ هو، وهو هو، ما خرج عن ميم (محمد)، وما دخل في حائه أحد، جاؤه ميم ثانية، والدال ميم أوله، داله دوامه، ميمه محله، حاؤه حاله، حاله ميم ثانية، أظهر مقاله، أبرز أعلامه، أشاع برهانه، أنزل فرقانه، أطلق لسانه، أشرف جنانه، أعجز أقرانه، أثبتت بنيانه، رفع شأنه، إن هربت من ميادينه فأين السبيل؟ فلا دليل، يا أيها العليل، وحِكم الحكماء عند حكمته ككثيب مهيل [...].
عبارات نورانية، ومعاني لا تدرك إلا إذا شفّت نفسك، وارتقى عقلك، ودخل وراء نور محمد صلى الله عليه وسلم وحدك...
وهكذا يمضي الشهيد الحلاج العارف في تجلياته الوقائية، متحدثاً بلغة الواصلين عن تلك الطواسين: فنجد طاسين السراج، ينتقل إلى: ٢- طاسين الفهم، ٣- طاسين الصفاء، ٤- طاسين الدائرة، ٥- طاسين النقطة، ٦- طاسين الأزل والإلتباس، ٧- طاسين المشيئة، ٨- طاسين التوحيد، ٩-طاسين الأسرار في التوحيد، ١٠- طاسين التنزيه، ثم ليلي ذلك ما أدركت معارفه من بستان المعرفة إلى الأقوال ونصوص الولاية، ثم ليضم هذا الكتاب متفرقات من كلامه رضي الله عنه، ومجموعة من روايته وأحاديثه. إقرأ المزيد