ملخص كتاب مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: الصفوة للدراسات الحضارية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن كل قانون يتعلق بتنظيم حياة الإنسان الفردية والجماعية يكون في أصل وضعه وفي تفاصيل عناصره مبنياً على غاية يريدها واضعها أن تتحقق من خلال تطبيقه في حياة من وضع لهم لينظم حياتهم.
والإسلام بما أنه يتضمن شريعة منظمة للحياة، فقد جاءت شريعته تلك تهدف أيضاً إلى تحقيق مقصد محدّد، ...هو الذي أراده المشرّع أن يكون هدفاً ينتهي إليه وضع الإنسان في حياته الفردية والجماعية.
وكما يتحدّد هذا المقصد في منتهاه بمجمل الشريعة فيما أراده لها المشرّع من هدف؛ فإنه تتحدد تفاصيله من المقاصد الجزئية التي تؤول إلى ذلك المنتهى بالتفاصيل والجزئيات التي تتضمنها الشريعة الإسلامية، متمثلة في تلك الأحكام التي تتفرع إليها؛ متناولة مختلف مجالات الحياة، بحيث يفضي كل مقصد جزئي لحكم من الأحكام إلى ذلك المقصد الكلّي العام الذي وضعت الشريعة من أجله.
ولهذه المقاصد الشرعية أهمية بالغة في الحركة الفقية بصفة عامة، وفي الحركة الإجتهادية بصفة خاصة؛ ذلك لأن كل هذه الحركة فيما تهدف إليه من تقرير لأحكام الشريعة المستخرجة من النصوص، أو المستحدثة بالإجتهاد ينبغي أن تكون مستهدية بالمقاصد ومبنية فوق مقتضياتها.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن أحكام الشريعة هذه، التي ينبغي أن تشمل بالبيان كل مناحي الحياة؛ ليس البيّن منها على سبيل القطع إلا القليل، وما عدا ذلك القليل؛ فإن تلك الأحكام إما أنها تستخرج من نصوص الوحي على سبيل الظنية القائمة على الموازنة بين احتمالات مختلفة؛ أو تستحدث بالإجتهاد وفق ما تقتضيه المصلحة، وكل ذلك يقتضي أن يكون لمقاصد الشريعة الدور الكبير في الأحام من حيث الترجيح والتوجيه والتقرير.
ولهذه الإعتبارات كلها؛ فقد انتبه المسلمون منذ وقت مبكر إلى أهمية المقاصد في الحركة الفقهية، فَأَوْلوها اهتماماً بالغاً، وبدأ ذلك منذ نشأة علم أصول الفقه على يد الإمام الشافعي؛ إذ كانت المسائل المتعلقة بالمقاصد تدرج ضمن المسائل الأصولية، ثم أخذ النظر المقاصدي يتطور ويتوسع شيئاً فشيئاً ضمن علم الأصول، حتى بدأ في تطوره ينزع إلى الإستقلال في إطار علمٍ خاصٍّ قائم بذاته.
وكانت البداية على يد الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات" في القرن الثامن؛ ثم اكتملت في العصر الحديث على يد الإمام ابن عاشور في كتابه: "مقاصد الشريعة الإسلامية"، وإذ توجه حياة المسلمين اليوم تحديات كبيرة، وتشهد تغيّرات متسارعة، فإن الحركة الإجتهادية الكفيلة بأن تواجه تلك التحديات وتلك التغيرات لتحتاج إلى مزيد من الإهتمام العلمي بمقاصد الشريعة؛ إذ كلما توسعت حركة الإجتهاد في مواجهة المتغيرات كانت الحاجة إلى الإستهداء بالمقاصد أكبر، وكان تبعاً لذلك البحث في هذه المقاصد بالدرس والتفصيل والتوسّع أوكد وأوجب.
من هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة التي تندرج في إطار وجوب الإسهام في دراسة المقاصد على من يحمل هذا الهم ويقدر على الإسهام فيه، ذلك لشدّة الحاجة إلى هذا الدرس الذي يهدف إلى إحراز فريد من التوسع في فقه المقاصد، ومزيد من التحرير لقضاياها والترتيب لمسائلها، والتقريب بينها وبين أوضاع المسلمين لتكون أكثر فاعلية فيها عن طريق الإجتهاد الفقهي في شؤونها، اجتهاداً يمارسه المختصون في النظر الفقهي، كما يمارسه عامة المسلمين في ممارسة شؤون حياتهم اليومية فيما هو مجال لإجتهادهم، لتكون تلك الحياة مستهدية بمقاصد الشريعة.
وعليه، ومن هذا المنطلق تم في هذه الدراسة معالجة الموضوع التالية والتي اندرجت ضمن ستة أبواب: 1- جاء الأول منها، وبعد التمهيد، بمثابة مدخل إلى مقاصد الشريعة (الشريعة ومقاصدها، وأهمية العلم بها والإهتمام العلمي بمقاصد الشريعة ومسلك العلم بها، تم تصنيف مقاصدها)، 2- بينما تم في الباب الثاني البحث في مقاصد الشريعة في حفظ قيمة الحياة الإنسانية (مقصد حفظ الدين ومقصد حفظ إنسانية الإنسان)، 3- وحول مقاصد الشريعة في حفظ الذات الإنسانية جاء الباب الثالث (حفظ النفس وحفظ العقل)، 4- ثم ليتم في الباب الرابع مناقشة مقاصد الشريعة في حفظ المجتمع (مقصد حفظ النسل ومقصد حفظ الكيان الإجتماعي)، 5- أما الباب الخامس فقد ناقش مقاصد الشريعة في حفظ المحيط المادي (مقصد حفظ المال ومقصد حفظ البيئة)، 6- وأخيراً تم تكريس الباب السادس لدراسة تفعيل مقاصد الشريعة (التحقيق في ذات المقاصد، ثم التحقيق في مآلاتها).
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب هو ملخص كتاب "مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة" الصادر عن مركز "مركز الصفوة للدراسات الحضارية" وذلك ضمن سلسلة "مداخل النهوض الحضاري". إقرأ المزيد