نبوة الرحمة ؛ والملك العضوض
(0)    
المرتبة: 116,890
تاريخ النشر: 25/02/2022
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن قيم النبوة وتعاليمها، من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والسيرة العملية، تترافق مع الفرد في كل أحواله؛ صحّةً ومرضاً، قوةً وضعفاً، نصراً وهزيمة... هي معه متوافقة في كل أحواله، تقدم له العلاجات المناسبة، والوقايات المطلوبة، وتنقله من الإحباط واليأس والقنوط والعجز إلى التفاؤل والأمل والمساهمة ...بالعطاء بقدر إمكاناته، ذلك أن تكليفه منوط ومرتبط بإستطاعته وإمكاناته.
فالإنسان المؤمن بهذه القيم صاحب رسالة ومسؤولية، ووقاية من السقوط، وبقيم النبوة الضابطة للمسيرة، الواقية لها من الإنحراف والسقوط، وتعاليم النبوّة التي بنيت معالم الطريق، أو خريطة الطريق، كما يقال، تحوّلت الأمة العربية في صحرائها المنعزلة القاحلة إلى خير أمة أخرجت للناس، برسالتها الإنسانية الرحيمة المنقذة، وتعاليم وحيها وقيم نبوتها، ليس بعددها ولا عدتها، ولا بهيمنتها وتسلطها وقوتها المادية؛ وإنما بقيمها.
وطالما أن تعاليم النبوة وأحكامها خالدة؛ فإن القيم تشكل دليلها العلمي، كما أنها مؤهلة أو تمتلك الإمكان لمعاودة إنسانها حمل رسالته وإنقاذ العالم من السقوط في الملك العضوض، الذي يستبيح الدماء والأموال والأعراض، ويقتل الآمنين والمخالفين بالرأي، دون ذنب أو جريمة.
لقد انتصرت الأمة بمواثيق ومواعيد الوحي والإلتزام يقيم النبوة، فكانت خير أمة أخرجت للناس، ذلك أن الآية عللت الخيرية بحمل قيم النبوة وإشاعتها في الناس واستنقاذهم بها ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾... [سورة آل عمران: الآية 110].
والمستقرئ لسيرة الحضارة الإسلامية، يتأكد أنه كلما تخلى جيل أو تهاون يولد جيل من رحم الحضارة ليشكل البديل، وهذا من لوازم الخلود... جيل يحمل الراية ويمتد بها ويحقق الشهود والخلود والحضاري ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾... [سورة محمد: الآية 38].
فقيم النبوة ما تزال تظهر على القيم جميعاً، والمحاولات التي تسعى لإلغائها باءت بالفشل... فهي كالنور، لا يمنعه شيء، يدخل من أدقّ الثقوب... ولقد أدرك هذا أعداء الإسلام وخصوم الأمة... أدركوا أن قيم النبوة وحضارة إنسان النبوة تفضح ممارسات الملك العضوض، فوجهوا سهامهم إلى قلبها لعلهم يطفئون نور الوحي، ويقول تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾... [سورة البقرة: الآية 127]، فقصرت وسائلهم، وأدركوا أن العدوان المكشوف من الخارج والتحدي للدين وقيمه وتعاليم النبوة وامتدادها يزيد من صلابة الأمة، بجميع طاقاتها، ويسترد فاعليتها...
فلجأوا إلى زرع حكومات غريبة عن جسم الأمة وعقيدتها، ولو تكلموا بلسانها وحملوا جنسيتها، ودكتاتوريات عسكرية باطشة طاغية من أبنائها الأغمار والمتآمرين، مما يمثل اليوم الصورة الأحدث للملك العضوض، ومكنوا لها؛ لإعاقة الأمة عن مسيرتها الحضارية، وتشويه قيمها، ونجحوا لإعاقة الأمة عن مسيرتها الحضارية، وتشويه قيمها، ونجحوا إلى حدٍّ بعيد في عملية التعويق والتوهين والتخلف والتردي؛ لكنهم، رغم بطشهم وارتباطهم بالآخر، بقوا أجساماً غريبة مزروعة في جسم الحضارة، الذي يتمتع بمناعة الوحي [...].
استشفافات ورؤىً يبثها الكاتب، في محاولة لإستنهاض الأمة الإسلامية، كي تعود إلى سابق عهدها، لتحمل لواء الحضارة الإنسانية من جديد، وذلك بعودة أفرادها إلى التمسك بالقيم النبوية، ولهم المثل في ذلك، الأمة الإسلامية في مرحلة ازدهارها الحضاري.
خواطر وأفكار تندرج في ثنايا هذا البحث الذي يسلط الكاتب فيه الضوء على الأمة الإسلامية في عهد اتباعها لكتاب الله تعالى ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما يحملان من قيم قادتهم لصناعة حضارة.
وعليه، فقد عالح المؤلف، ووصولاً إلى الهدف المنشود، معالجة المسائل بالقيم النبوية وتلك المتعلقة بالحكم من زاوية فقهية، فجاءت كالتالي: 1- اختزال الأحكام الشرعية في الصراع على السلطة، وقد مثلت هذه المسألة الإشكالية الرئيسة والمعقدة والمركبة التي تولدت عنها حال الأمة الإسلامية اليوم، 2- الإستطاعة مناط التكليف... ومحل المسؤولية، 3- الإرتقاء بالإستطاعة... لإستكمال تطبيق الأحكام، 4- من متطلبات التنزيل...، 5- التحقق بالتخصصات المتنوعة، 6- من تداعيات غياب فقه الإستطاعة، 7- حضور الأنموذج المعياري في ذاكرة المسلم، 6- حقيقة الصراع، 7- من سنن الله تعالى في المدافعة، 8- الإسلاميون تاريخ من التضحيات، 9- مواجهة الفتن... بالعمل الصالح، 10- طلائع الوعي الإسلامي وأمن إسرائيل، 11- أهمية المناصحة والمراجعة، 12- معرفة الوحي: القيم الضابطة لمسيرة الإنسانية، 13- قيم النبوة: معايير الحضارة الإنسانية (من قيم الوحي، قيم النبوة هندسة الحياة الطيبة)، 14- مرتكزات التكافل الإجتماعي وروح الحضارة، 15- قيم النبوة: بعدها الحضاري... ومخاطر غيابها (قيم القطرة الإنسانية، فقه القيم، والفقه الحضاري، ضياع القيم في معركة الصراع على السلطة...)، 16- الصراع على السلطة، 17- المشروع الفكري. إقرأ المزيد