فلسفة لزماننا الحاضر ( السنة 18 النشرة 4 )
(0)    
المرتبة: 397,278
تاريخ النشر: 01/01/1964
الناشر: النسوة اللبنانية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يمثل هذا الكتاب، في تفكير المؤلف، امتداداً لخطين متقاربين، متكاملين: الخط الأول فلسفي، يتضمن سلسلة "نحو فكر متوسطي"، وفيه يحاول الأستاذ رينه حبشي أن يرقى تاريخ الفلسفة، باتجاه الينابيع الأولى، مفتشاً عما نستطيع إفادته من الفلسفات الحديثة التي تكمل، في كثير من الموضوعات، الفلسفة التقليدية عند اليونان وفي العصر ...الوسيط. والخط الثاني التزامي، يتضمن محاضرات عدة إلى جانب "حضارتنا على المفترق"، حيث تنعكس ردة الفكر الفلسفي حيال الحوادث السياسية والحضارية التي تنتاب منطقة الشرق الأدنى، كحوادث سنة 1958، في لبنان، وتيار العروبة بالنسبة إلى جميع الأقطار العربية وقضية الإلحاد التي تجبه الدين، في إطار ثقافة متصدعة...
من هنا كان عنوانه الصريح: فلسفة لزماننا الحاضر"، فالفلسفة لا تعنى بالمطلق المطلق، بل تهتم بالمطلق النسبي، ذلك الذي ينعكس في وجدان الإنسان ومن خلال هياكل عضوية ونفسية واجتماعية معينة، أي أنها تخضع لتأثير الزمن الذي تنشأ فيه. وانطلاقاً من هذه القاعدة، يعمل الأستاذ حبشي على إنشاء فكر فلسفي ينسجم وحاجات زمننا، نحن سكان شرقي المتوسط في القرن العشرين. فمن الناحية الفلسفية يأتي هذا الكتاب توضيحاً وتكملة لما جاء في الكتب الأربعة التي صدرت حتى الآن في سلسلة "نحو فكر متوسطي"، ومن الناحية الالتزامية يقدم توجيهاً جديداً لقضايا الثقافة والسياسة التي تتأزم في حركة العروبة، مشدداً على الأساس الفلسفي الذي ينبغي أن نشيد فوقه نظامنا الاجتماعي والحضاري.
الفلسفة هي التجربة الواعية التي يعانيها رجل منخرط في الكون، أي في مكان وزمان معينين. هكذا يعرف الأستاذ حبشي الفلسفة. لا يستطيع الفيلسوف أن ينطلق في عالم النظر إلا ذهاباً من معطيات عملية، ولا ينحني فوق المشاكل العملية إلا مستمداً حلولها من الفكر. النظر والعمل لا ينفصلان. ولذلك جاء هذا الكتاب تتمة لمرحلة واضحة في تطور تفكير مؤلفه، توافق مرحلة عصيبة في تاريخ الشرق الأدنى. فالأستاذ حبشي ما زال يحافظ على الانفتاح الذي يتميز به تفكيره، متلقياً عناصر البناء من أي صوب أتت، "مناضلاً في سبيل فكر متوسطي، لا يتضمن تياراً ثقافياً وحسب بل يستلزم ترتيباً معيناً للعالم" (جان لاكروا). هذا الترتيب هو في جوهره بعث الحضارة المتوسطية التي تستطيع أن تقيم التوازن في الصراع الدولي الحالي، وذلك بفضل إحياء العناصر الإيجابية في تراثنا وهضم ما يقدمه لنا العالم الحديث. فمن أهداف هذا الكتاب أن يسهم في سد الثغرة بين ماضينا وحاضرنا، وتهيئة الطريق لمستقبل حضاري يخدم الشخص البشري ويقر به شيئاً فشيئاً من التسامي المطلق الذي هو الله. إقرأ المزيد