الأخلاقي والسياسي ؛ في العصر العلوي الأول
(0)    
المرتبة: 331,243
تاريخ النشر: 15/12/2022
الناشر: دار ركاز للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:شغلت قضية علاقة الأخلاق بالسياسة فلاسفة اليونان ومفكري الإسلام، وظل السؤال الذي يعيد طرح نفسه لديهم: هل يمكن للسياسة أن تقوم دون استناد إلى الأخلاق والقيم؟ وهل من الممكن "للعقل النظري" أو "العقل المجرد" أن يتحكم في "الغريزة" فتنشأ "المدينة" التي يتحقق فيها "الفضيلة"؟ أم إن السياسة بطبعها مجال تضارب ...للمصالح المادية وتحقيق الشهوات المعنوية، ومنها شهوة الجاه والسلطة وغريزة التسلط والهيمنة وتحقيق تبعية المستضعفين؟.
... فالأخلاق والسياسة ماهيتان مختلفان بطبيعتيهما، ومن المحال احتواء إحداهما للأخرى، لكن يمكن دمجهما في تفاعل متبادل ترعاه أجواء الحرية والإعتدال، لأن الفضيلة السياسية أو الأخلاق في السياسية لا يمكن أن تنمو عيانياً في مناخات الإستبداد والعنف والغلو طِمَّحَةٌ لبناء علاقة صحية بين السياسية والأخلاق.
تثار إشكالية العلاقة بين السياسة والأخلاق بإهتمام بالغ عبر العصور السياسية للأمم، إذا كانت السياسة في تعريفها البسيط هي طرائق قيادة الجماعة البشرية وأساليب تدبير شؤونها لما يعتقد أنه خيرها ومنفعتها، فالأخلاق هي مجموعة القيم والمثل الموجهة للسلوك البشري نحو ما يعتقد أيضاً أنه خير وتجنب ما ينظر إليه على أنه شر.
وكلتاهما - السياسة والأخلاق - تستهدفان تمليك الناس رؤية مسبّقة تجعل لحياتهم هدفاً ومعنى، وبالتالي تلتقيان على الدعوة لبناء نمط معين من المبادئ والعلاقات الإنسانية والذود عنهما، لكن تفترقان في أن طابع المبادئ والعلاقات التي تعالجها، فحسب الأخلاق في ميدان السياسة لا تعني حزمة القيم الشائعة عن الفضائل على أهمية هذه القيم وضرورتها في العمل السياسي، بل تعني الأخلاق تلك العلاقة الشائكة والمعقدة بين الهدف السياسي والوسائل المفضية إليه، أو بمعنى آخر ماهية التحديات والمعايير الأخلاقية التي تعترض أصحاب غاية سياسية عند اختيارهم وسيلة سياسية ورفض أخرى.
... [و] هذا التداخل بين الأخلاق والسياسة شهده فجر الدولة العلوية إنَّ على مستوى الإطاحة بنظام السعديين أو على مستوى تثبيت أسس الدولة الجديدة الفتية، وهو تداخل نادى به كل من السلطان والثوار والعلماء لإقامة حصن منيع للدولة الإسلامية في المغرب الأقصى ولحماية بيضة الإسلام واسترجاع الجيوب المحتلة من لدن المعمر. إقرأ المزيد