نزهة الألباء في طبقات الأدباء
(0)    
المرتبة: 124,100
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:كتاب " نزهة الألباء في طبقات الأدباء " من الكتب التي شاع بين المتاديين فضلها وسار ذكرها ، وعلى صغر حجمه ، وغزارة مادته ؛ فإنّه قد حوى من الحقائق الأدبية والمعارف التاريخية ونصوص الشعر والتعريف بالكتب وطرائف الأخبار ما لم يجتمع في كتاب ؛ هذا مع القصد في ...القول والإبتعاد عن الحشو والفضول ، مما جعله مرجع الباحثين ، ومراد الدارسين ، وخاصة المعنيين بأعلام اللغة والأدب ونشأة النحو مدارسه في البصرة والكوفة وبغداد . وقد سبق أن طُبع على حجر سنة 1294 ه . مع أوائل الكتب التي في فجر النهضة الأدبية الحديثة ، على أن هذه الطبقة اشتملت على كثير من الأخطاء ، فكان لا بد من عملية تصحيح وضبط وتحقيق ، من هنا تمّ الإعتناء بها ، فجاءت هذه الطبعة ، حيث عمل المحقق على الرجوع إلى الأصول ، وتحديد النص ، وردّ المحرّف إلى أصله ، وإيضاح المهم ، وتفسير ما احتاج إلى تفسير ، والتعليق حيث المقام يحتاج إلى التعليق ، ذكر مراجع كل ترجمة في الحواشي . ويشير المحقق بأن من هذا الكتاب نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية اتخذها أصلاً ، وهي نسخة مكتوبة بقلم معتاد ، بخط إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مسافر المشهور بإبن الصارم الشافعي ، وقد رمز لها بكلمة " الأصل " ، كما أنّه اعتمد على النسخة المطبوعة في مصر سنة 1294 ه . رامزاً لها بالحرف " ط " ، مضيفاً بأن هناك نسخة أخرى مخطوطة بدار الكتب ، كُتبت سنة 690 ه . بمدينة صرفد ، ولكنها مختصرة من الكتاب ، لم يرجع إليها المحقق إلا عند الإستئناس ، مبيّناً بأنّ هذه النسخ جميعها ، لم تبلغ هذه الأصالة والجودة ، لذا ، وكما يشير ، أكمل التحقيق بما رجع إليه من كثير من الكتب والنصوص الي نقل عنها إبن الأنباري ، أو الكتب التي شاركّته في موضوعه ، كتاريخ بغداد للخطيب ، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي ، ومراتب النحويين لأبي الطيّب اللغوي ، والمقتبس للمرزباني ، وطبقات النحويين لأبي بكر الزبيدي ، ومعجم الأدباء لياقوت ، وأنباء الرواة للقفطي وغيرها ، مضيفاً بأنّه كان لهذه المقابلة فضل كبير في تحقيق الكتاب وتمرير نصوصه . وبالعودة ، فإن هذا الكتاب كما ذكر مؤلفه " أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري " بعد . . فقد ذكرت في هذا الكتاب المرسوم بنزهة الألباء في طبقات الأدباء معارف أهل هذه الصناعة الأعيان ، ومَن قاربهم في المعرفة والإتقان ، وبيّنت أحوالهم وأزمانهم على غاية من الكشف والبيان . . . [ . . . ] وقد اشتهر بإبن الأنباري ، نسبة على الأنبار ثلاثة من أعيان العربية ، وعلماء النحو واللغة والآداب . يلتبس على الكثيرين من الناس التفرقة بينهم ، ونسبة المصنّفات إليهم ، فأولهم أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري ، صاحب كتاب " خلق الإنسان وخلق الفرس وغريب الحديث . وثانيهم إبنه محمد المعروف بأبي بكر الأنباري ، صاحب كتاب الأضداد وشارح المفضليات والسبع الطوال ، وثالثهم أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي عبد الله بن أبي سعيد الأنباري الملقّب بالكمال ، صاحب كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف ، ومؤلف كتاب " نزهة الألباء في طبقات الأطباء " وهو الكتاب الذي سبق يدي القارىء في طبعته المحققة . هذا وإن الكمال إبن الأنباري أكثر الثلاثة تصنيفاً وتأليفاً وأشهرهم تفنناً بين علوم اللغة والأدب والنحو والتاريخ . ويشير المحقق بأنّه وعلى كثيرة المترجمين له ، وأورد الكثير من كتبه ومصنفاته ، لن يجد الباحث فيها ما يقضي حاجة الدارس والمؤرّخ . . وربما كان إبن قاضي شهبة صاحب طبقات اللغويين والنحويين أكثرهم أخباراً فيما بسط وأورد ، نقل عن إبن الدبيشي أنّه قال : " هو الشيخ الصالح ، صاحب التصانيف الحسنة المغيرة في النحو وغيره ، كان فاضلاً زاهداً ، سكن بغداد في صباه إلى أن توفي بها ، وتفقّه بالنظامية على إبن الرزاز ، ويُقال أنّه عاد بها الدرس لدرسها ، وقرأ النحو على إبن الشجري ، ودرّس بالنظامية النحو ، وأقرأ الناس مرة ، ثم انقطع في منزله مشتغلاً بالعلم والعبادة وأقرأ الناس على طريقة سديدة ، وسيرة جلية ؛ من الورع والمجاهرة والتقلل والنسك وترك الدنيا ومجانية أصلها . واشتهرت تصانيفه وظهرت مؤلفاته ، وتودّد إليه الطلبة وأخذوا عنه واستفادوا منه ، سمعت عنه وكتب من شعره ، ونعم الشيخ كان ! توفي ليلة الجمعة سابع شعبان سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، وسمع من أقرانه مثل أبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني وغيره ، كتب عنه القرشي وغيره . وقال القرشي : " سألته عن مولده فقال : في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ونقل عن الموفق بن بعد اللطيف البغدادي قال : " لم ارَ في العباد المنقطعين أقوى منه في طريقه ولا أصدق منه ، في أسلوبه جدّ محض ، لا يعتريه تصنّع ، ولا يعرف الشرور ولا أهوال العالم . . . [ . . . ] وما أورده القاضي شهبة ، هو أصدق ما أورده المؤرّخون في حياة هذا العالم الجليل . . . ولعلّ مَن يخلد إلى العبادة والخلوة ، ويسلك مسلك الإنقياض والعزلة ، ثم يكون كل همه التدريس أو التصنيف ، فإن الناس لا تعرفه إلا من مصنّفاته وكتبه . . وحسبه من التاريخ أن سارت كتبه في البلاد ، وتدارسها الناس على مرّ الأجيال ، وفنيت بها الخزائن ودور الكتب في كل مكان . إقرأ المزيد