تعليق على حديث الأعمال ؛ وهو شرح الحديث الأول من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام " إنما الأعمال بالنيات "
(0)    
المرتبة: 389,280
تاريخ النشر: 08/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:ليست العلوم العقلية في مستوى العلوم الشرعية ، وليست العلوم الشرعية كلّها في مستوىً واحدٍ ، إذ أُخذ بعضها بالقياس إلى باقيها . فعلم الحديث بماله من الميزة على سائر العلوم الشرعية حتى على علم التفسير ؛ إذا قيس بغيره عند التفاضل ، يُعتبَر المُجَلّى . وقوله تعالى : ...[ وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزِّلَ إليهم ] ، يدلّ على أن العلم بالقرآن متوقف على الحديث ، فهذا الدليل وحده كافٍ في تعرُّف قَدْر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنّه سيّد العلوم على الإطلاق . هذا وقد تناول السُنّة كثير من العلماء والكتّاب بالشرح والتعليق ، تناولها الحفّاظ بالجمع والتصحيح ، حتى أصبحت بفضل الإسناد من المعاقل الحصينة ، وأضحت في حمى من أعاصير الشكوك ، وعواصف الشُبَه ، على أنّه بالرغم من كثرة الشُّراح والمعلّقين على الحديث ، لا يزال بعضٌ منه بِكْراً ، وكأنّ ما وضع عليه من التعليق ، لم يزده إلا غموضاً وإغلاقاً ، لكونه بعيداً عن الغرض المقصود به ، وذلك كحديث الأعمال . من هنا ، وكما يذكر المؤلف ، جاءت فكرة جمع طائفة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا من حيث جمعها فحسب ، بل من حيث رغبته في التعليق عليها ، متوخّياً أن تكون هذه الأحاديث من الأمهات والأصول التي يرجع إليها في كثير من الأحكام ، أو تكون مما تقرّر شيئاً من محاسن الأخلاق ، أو يرجع إليها من نظم الإجتماع ، مشيراً أنّه قد جمع من هذه الأصول أربعين حديثاً من الأحاديث الصحيحة . ولمّا شرع المؤلف في التعليق عليها كان أول حديث منها . . حديث الأعمال : " عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنّما الأعمال بالنيّات ، وإنّما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه " . وقد انتهج في شرحه طريقاً في التعليق ، أسلوباً مغايراً لغيره ممن قاموا شرح الأحاديث والتعليق عليها ، مندفعاً بذلك ، ورغم عدم ترحيب البعض بهذا الأسلوب ، من مبدأ حرية الفكر التي دعا إليها العقل ، وحبّذها الشرع . . وكذا حرية البحث التي حمل الأزهر لواءها . . مضيفاً أن ما حقّره إلى انتهاج ما أنتجه في التعليق ، وإلى اختيار أسلوب جديد في التعبير والتدليل ، هو أن هذا اللون في التعبير هو أحوج إلى التطويل في التدليل ، وربما أحوج إلى إعادة العبارة أكثر من مرة بقصد الإستشهاد بها . من هنا طال الكلام على الحديث ، حتى أصبح بحيث يصحّ أن يُجعل رسالة مستقلّة منفصلة عن باقي الأحاديث المجموعة معه ، وهذا ما حدا بالمؤلف ، إلى القيام بفصله عن المجموعة في رسالة مستقلّة ، ريثما يتم التعليق على باقي مجموعة الأحاديث التي انتقاها لتكون مدار شرحه وتعليقه . أما المنهج الذي اتبعه في الشرح والتعليق على حديث " إنما الأعمال بالنيّات " ، فقد عمد إلى ترتيب الكلام على الحديث ترتيباً ، وتنسيقه تنسيقاً ، بحيث تسهل مراجعة أي جزء من أجزائه ، حيث عمد إلى بيان معنى الحديث لغة ، ثم تعريف الحديث الصحيح ، ثم على بيان أنّ حديث الأعمال فردٌ من الصحيح ، ثم على إخراج الحديث ، ثم على إعرابه ، ثم بيان معنى الحديث ، وارتباط أجزائه ببعضها ، ومناسبته التفريع للمفرّع عليه فيه ، ثم على بيان ما يؤخذ من الحديث ، مع إغذاء علمه هذا بإيراد طائفة من الفرائد والتنبيهات وفروع أتى على ذكرها أثناء التعليق . إقرأ المزيد