تاريخ النشر: 03/12/2021
الناشر: مركز البحوث والدراسات العاملية
نبذة الناشر:من أَجْرَانِ قَانَا ومَغَارَتِهَا التي شَهِدِت أُولَى مُعْجِزَاتِ السَّيد المسيح (ع)، عندما أنْسَابَ الماءُ بين يَدَيْهِ خُمّراً، سَرَى في أَوْدَاجِ الأجْرانِ وفي تَرَائِبِ المغَارة.
إلى البَيَّاضَة في حاصبيا... تَرِشَحُ خَلواتُها صَلاةً ويَتَسَامى في آفَاقِهَا تُقَىً وَوَرَعٌ، يَمّخُرانِ عُبَابَ العَّلَى ليُؤْنسَا وِحّشَةَ العَلْيَاء.
إلى جِزّين وكنَائِسِهَا وهَديلِ أَجْراسَها: "المَجْدُ للهِ في العُلُى وعلى ...الأَرْضِ السَّلام... وفي النَّاسِ المسَرَّة".
إلى صيدا وَمَسَاجِدِهَا ومَآذنِهَا وحَوْزَاتِها وحسَيَّباتِهَا، يُسَوُرُ الآفَاق شدْوَ مَآذنِها ليَطَاوِلُ عِنَانَ السَّمَاء: "حَيَّ على الفَلاحّ، حَيَّ على خَيْرِ العَمَلْ... الصَّلاةُ خَيْرُ من النَّوم".
من صور حَاضِرّةِ فيتيقيّا، يَوّمَ زَارَهَا إِلّهُ الخُمْر باخوس، وهَمَسَ في سَمَّعِهَا: "أيْتُها الحَسّناء، من شِدَّةِ حُبّي إيَّاكِ لن أَسْكُن السَّماء بعد اليوم...".
إلى صيدا وُرِيَثةِ مَجْدِ صيدون، وقلاعِهَا البَحْرْيةِ والبَرْية، ونَوَاويسِهَا وتماثيلِها المُتكِئَةِ على العُصُورِ الحَجَرِيَّةِ والبرَّونزِيَّة.
إلى مَلِكِهَا اشمنغزر وابْنَتِهِ عشترت اللذّيَن شَيْدَا هَيَاكِل الآلِهَةِ هناك.
في رِحابِ ذلك الجَيّلِ جَبَل عامِل، جَيّلِ العُلَمَاء حيث تَحْتِ كُلِّ حَجَرٍ شَاعِر...
على ذلك الثُرَى إِخْلَعَ نَعْلَيْك، عَلْ قدَمَيْكَ تَتَعفْرانِ طُهْرَاً وتَتَضمَّخَانِ طَهَارَةً، فَيَنْبَجِسُ في خَلَدِكُ خُشُوعٌ وتَنْثالُ صلاة.
على ذلك الثُرى أوْقِرْ أُذُنَيْكَ بإصْبَعَيْك، كي لا تُشَتّفَ سَمْعَكَ أهازِيجُ أمّهاتِ الشُّهَدَاء، وزَغْردَاتُ أَخَوَاتِهِمْ وتَرْانيمُ نِسَائِهِمْ ومَوَاويلُ أَشْبِالِهِم... يَشْتَارُونَ الشُمْس، يَنْثُرُونَ أَوْسِمةً على خَدِّهَا والجَبِين، يَجْلُونَ نِصَالَ العُنفُوانِ بِوَهْجِهَا ويَشْحَذونَ بِلَظَاهَا أَشْفَارَ الأَنَفَةِ والكِبْرِيَاء.
على ذلك الثَّرى ظَلّلْ عيَنَيْكَ بِكَفْيك، كي لا يَكّسِفَ بَصَرَكَ وَمّضُ الحُرْيةِ وأَلَقْ العِزَّةِ ولَمَعانُ الأنَفَةِ وبَرِيقُ الزُّهُوْ والخُيَلاء. إقرأ المزيد