من ألقم الحجر إذ كذب وفجر ؛ وأسقط عدالة من قال من الصحابة : ما له أهجر
(0)    
المرتبة: 94,546
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:يتعلق هذا الكتاب بتعليق وشرح لكتاب مسند شهاب الأخبار في الحِكم والأمثال والآداب من الأحاديث النبوية ، تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري المتوفي سنة ( 454 ه ) . وقد ذكر هذا الكتاب إبن الشعار في قلائد الجمان ضمن مؤلفات إبن دحية ، وهو ...واحد من مؤلفات الحافظ إبن الخطاب بن دحية السبتي التي تُنُبئ عن إمامته في العلم وعلوّ كعبه فيه . موضوعه هو شرح لحديث يتعلق بحدث من أحداث السيرة في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد اشتدّ به مرض الموت حينما دعا الصحابة على أن يأموه بما يكتب لهم فيه كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، فتنازعوا واختلفوا وكثر لفظهم ، وقال بعضهم : ماله ، أهجر ؟ وهو حديث أخرجه الشيخان وغيرهما ، وقد شرح المؤلف في هذا الكتاب معنى : أهجر ، وبرّأ الصحابة الكرام من تهمة إطلاق الهجر على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الهذيان ، لما فيه من تعارض مع مبدأ العصمة النبوية ، ومع عدالة الصحابة الأطهار ، فإن ذلك يخرجهم من دائرة الإيمان . وقد ذكر أبو الخطاب إبن دحية في معرض شرحه للحديث والردّ على الروافد بعض الأحاديث التي واكبت المسألة وذكر بعض مناقب الصحابة وخاصة : الشيخين ، وقصة مبايعة الخليفة الصديق . وقد شغل الحديث الذي شرحه إبن دحية السبتي في هذا الكتاب ، ومسألة الهجر خاصة ؛ عدداً من علماء الأمة وشرّاح الحديث كالقاضي عياض السبتي ، ؛ والإمام النواوي والقرطبي وأبي عبد الله المازري والخطابي وغيرهم . قال الحافظ إبن حجر : " وقد تكلم عيّاض وغيره على هذا الموضوع فأطالوا ، ولخّصه القرطبي تلخيصاً حسناً ثم لخّصته من كلامه " . إلا أن إبن دحية السبتي تميّز عن هؤلاء بأن أقرّ هذه المسألة في كتاب مستقل وفصل القول من جوانب متعددة . هذا ويمتاز هذا الكتاب بفوائد كثيرة يقدمها المؤلف عن طريق الإستطرادات ، كعادته في سائر كتبه ، من ذلك : 1- الفوائد المستخلصة من النصوص التي يُستدل بها كالفوائد المستخلصة من الحديث " للّه أشد فرحاً بتوبة عبده " ، ذكرها إستطراداً . 2- شرح الألفاظ الغربية ، وهذا أمر واضح في هذا الكتاب أيضاً . من ذلك شرحه لـ : " أهجر وهجر الفرح ، وأيس ، وعقر ، ورسلك ، ونشج ، واللفظ ، ولم يقف المؤلف عند مجرد شرح الغريب ؛ بل أنه يشرح الحديث بأكمله أو يستخلص منه الفوائد انطلاقاً من النكت والوجوه اللغوية . 3- ذكر بعض الأحاديث في عصر النبوة والخلافة الراشدة ، وحكاية تأدّب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وحكاية حالهم عند وفاته ، وخطة أبي بكر رضي الله عنه ، فيهم ، وبعض ما كان في سقيفة بني ساعدة ومبايعته الصديق على الخلافة . 4- ذكر أحوال بعض الرواة تعديلاً وتجريحاً . 5- حرص شديد على ذكره مصادره التي ينقل منها ، وفي غالبها مصادر حديثية كالصحيحين والموطأ والمسند وجامع الترمذي ، ومصادر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة . 6- توثيق دقيق للنصوص التي يُستدل بها كقوله بعد أن نقل كلام عمر يوم السقيفة " أخرجه الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب عن عبد الله إبن مسعود في ترجمة أبي بكر من حرف العين " . وكقوله : " وأسقطها البخاري في أول صحيحه من كتاب العلم في باب كتاب العلم . . " وكذلك أسقطها البخاري في باب كراهية الإختلاف في كتاب الإعتصام بالكتاب والسُنّة ، وهو آخر الديوان . . " . وإلى ذلك ، فإن الإمام الحافظ أبي الخطاب ، مؤلف هذا الكتاب هو مجد الدين أبو الخطاب عمر بن حسن أبن علي بن محمد . . . بن أحمد بن دحية الكلبي الداني السبتي . وقد اشتهر عن العلماء بأبي الخطاب إبن دحية ، وكان يسمي نفسه ذا النسبين – ديني بذلك أنّه من ولد الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه ، وأنّه سبط سيدنا الحسين من قِبَل جده لأمه . وقد اختلف المؤرخون في تحديد سنة مولده ، وقال إبن خلكان " وكانت ولادته في مستهل ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمسمائة . . أخبرني بذلك والده . . . " وقد نشأ إبن دحية بالأندلس في مدينة دانة بعد أن رحل إليها من مدينة سبتة التي ولد بها وأخذ عن بعض مشايخها . وسط مناخ علمي مشبع بالإنتقال بالقرآن والسُّنة النبوية كان إبن وجيه طالب للعلم ملازماً للعلماء بفاس بمراكش ، ليعود إلى الأندلس من غير أن يفتر عن طلب العلم وملازمة الشيوخ . . ليقضي شطراً من حياته في رحلات علمية في طلب الخدمة من تلمسان إلى مصر وبلاد الشام والعراق . . . وقد ألّف كتباً كثيرة يغلب عليها مجال الدراسات الدينية وشخص الرسول صلى الله عليه وسلم . وبعد حياة حافلة بالعلم والرحلات للسماع من الشيوخ والتأليف والتدريس . توفي الحافظ إبو الخطاب من دحية سنة 633 ه وكانت وفاته بالقاهرة ، ودُفن بسفح القطم كما ذكر إبن خلكان نقلاً عن ولده . إقرأ المزيد