الإمام علي في الأدب الإنساني الحديث
(0)    
المرتبة: 102,139
تاريخ النشر: 16/08/2021
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:ما زال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وبعد ما يزيد على أربعة عشر قرناً، ومع كثرة الكتابات المدوّنة عنه الممتدة وغير المتقطعة من الأزمنة القديمة إلى هذه الأزمنة الحديثة والمعاصرة، ما زال يمثل موضوعاً طريّاً لم يستوف ولم يستكمل لا من السابقين ولا من اللاحقين، فكل تلك ...الكتابات على ديمومتها وتراكمها، وبأقسامها كافة الأدبية والفكرية والكلامية والتاريخية وغيرها، لم تسلب من هذا الموضوع حيويته وحداثته.
وليس هذا بحسب؛ بل ما زال الإمام علي يثير الدهشة وبطريقة عجيبة، فما من أحد اقترب منه وتعرف إليه سيرة ونهجاً ونصّاً إلا وآثار دهشته وبطريقة عجيبة، قديماً وحديثاً وبين الملل والنحل كافة، ولسان الحال قائلاً: "ما هذا الرجل يظهر وكأنه ليس من طينة البشر، لا يقارن بغيره، ولا أحد يشبهه، ضرب مثلاً فأصبح مثالاً لا أحد يعلو عليه ولا أحد يقاس به؛ "فتش أعداؤه له عيباً فلم يجدوا"، هكذا قال عنه أحمد بن حنبل في القرن الثالث الهجري، وأينما اتجهت وأي جانب أخذت من جوانب شخصية الإمام وجدت ما يثير الدهشة وبطريقة عجيبة، هذا ما تجلى عند الدارسين والباحثين قديماً وحديثاً كاشفين عنه ومعبرين في كتابات وتأليفات جمّة، فحين تحدث الشريف الرضي في القرن الرابع الهجري عن جانب الزهد عند الإمام، تحدث بطريقة تثير الدهشة والتعجب قائلاً: (ومن عجائبه عليه السلام التي انفرد بها، وأمن المشاركة فيها، أن كلامه الوارد في الزهد والواعظ، والتذكير والزواجر، إذا تأمله المتأمل، وفكر فيه المتفكر، وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره، ونفذ أمره، وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في أنه كلام من لاحظ له في غيره الزهادة ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت، أو انقطع إلى سفح جبل، لا يسمع إلا حسّه، ولا يرى إلا نفسه، ولا يكاد يوقن أنه كلام من ينغمس في الحرب مصلّتاً سيفه؛ فيقطّ الرقاب، ويجدل الأبطال، ويعود به ينطف دماً، ويقطر مهجاً، وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد، وبدل الأبدال، وهذه فضائله العجيبة، وخصائصه اللطيفة، التي جمع بها الأضداد، وألف بين الأشتات، وكثيراً ما أذكر الإخوان بها، واستخرج عجبهم منها، وهي موضع للعبرة بها، والفكرة فيها، وكذلك تحدث الإمام محمد عبده في القرن الرابع عشر الهجري عن جانب البيان عند الإمام، كذلك تحدث بطريقة تثير الدهشة والتعجب عن كتاب نهج البلاغة: "ليس في أهل اللغة إلا قائل بأن كلام الإمام علي بن أبي طالب هو أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، وأغزره مادة، وأجمعه لجلائل المعاني، فأجدر بالطالبين لنفائس اللغة... أن يجعلوا هذا الكتاب أهم محفوظهم....".
هذه الصورة للإمام التي لا نظير لها ولا مثيل، كما تجلّت عند القدماء في الأزمنة السالفة؛ تجلّت عند المتأخرين في الأزمنة المعاصرة من هؤلاء الإمام علي شريعتي في مقدمة كتابه "الإمام علي ومحنه الثلاث" والأديب العراقي عزيز السيد جاسم السيد في مقدمة كتابه "علي بن أبي طالب سلطة الحق" والكاتب والباحث اللبناني الدكتور إبراهيم بيضون في مقدمة كتابه "الإمام علي في رؤية النهج ورواية التاريخ"، وماذا عن المثقفين والأدباء العرب والمسلمين، منهم أيضاً، لا يخفون ما لهم من هذه الجهة، فمنهم من كان له رابط روحي وفكري مع الإمام علي، من هؤلاء الكاتب السوري رياض نجيب الريس في كتابه "حديث صحفي" مع الإمام علي بن أبي طالب"، ثم الكاتب العراقي عزيز السيد جاسم في كتابه "علي بن أبي طالب سلطة الحق"؛ وهذان نموذجان يمكن القياس عليهما لمعرفة تمثلان صور المثقفين وأنماط علاقتهم بالإمام قرباً وبعداً، فهماً وجهلاً... وكذلك هناك أدباء لبنانيون مسيحيون أعادوا للعالم اكتشاف الإمام علي من جديد [...].
وهكذا، وبعد عصف ذهني، وقع اختيار الباحث على هذا الموضوع الذي لم يطرق كثيراً، ولم يكرر نفسه في كتابات الآخرين، وبعيداً عن الرتابة، فجاء هذا الكتاب الذي اختار الباحث اتباع طريقة قوامها تتبع الصورة المتشكلة عن الإمام في الأزمنة الحديثة بالعودة إلى ثلاثة أنساق أدبية هي: الأدب المصري، بوصفه الأكثر شهرة في النطاق العربي، والأدب اللبناني المسيحي بوصفه الأكثر تميّزاً واتصّافاً، والأدب الأوروبي بوصفه الأكثر حضوراً في النطاق العالمي... متخطياً في ذلك كله أفق الكتابات التاريخية والكلامية، متلمساً الأفق الإنساني، مرتكزاً على حقيقة عظيمة هي أن الإمام علي عليه السلام ما زال يمثل حاجة كبرى الإنسانية كافة.نبذة الناشر:ما زال الإمام علي بن أبي طالب - عليه السلام - وبعد ما يزيد على أربعة عشر قرناً، ومع كثرة الكتابات المدوّنة عنه، الممتدة وغير المنقطعة من الأزمنة القديمة إلى هذه الأزمنة الحديثة والمعاصرة، ما زال يمثل موضوعاً طرياً لم يستوف ولم يستكمل لا من السابقين ولا من اللاحقين، فكل تلك الكتابات على ديمومتها وتراكمها، وبأقسامها كافة الأدبية والفكرية والكلامية والتاريخية وغيرها، لم تسلب من هذا الموضوع حيويته وحداثته.
ليس هذا فحسب بل ما زال الإمام علي يثير الدهشة وبطريقة عجيبة، فما من أحد اقترب منه وتعرف إليه سيرة ونهجاً ونصاً إلا وأثار دهشته وبطريقة عجيبة، قديماً وحديثاً وبين الملل والنحل كافة. إقرأ المزيد