مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
(0)    
المرتبة: 17,857
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: المكتبة البولسية لبنان
نبذة نيل وفرات:إن القديم القديم من خرائب قمران هو بقية باقية من "مدينة الملح" التي يردد ذكرها في سفر يشوع (62:15). فقد امتحن الأب ميليك والدكتور كردس، في صيف السنتين 1954 و1955، ما تبقى من آثار في سهل البقيعة إلى الشمال الغربي من قمران فوجدوا أن هذه الآثار تعود هي أيضاً ...إلى القرون الثامن إلى السادس قبل الميلاد، ورأيا فيها البقية الباقية من مّدين وسكاكة ونبشان المدن الثلاث الأخرى الواردة في الفصل نفسه من سفر يشوع (61:15)؛ ورأيا أيضاً أن تكون هذه المدن هي الأبراج ومدن الخزف التي أمر يوشافاط بإنشائها في يهوذا عندما تقدم وعظم أمره، كما جاء في سفر أخبار الأيام الثاني (12:17( م وأن تكون هي نفسها المشار إليها في الفصل السادس والعشرين من هذا السفر نفسه" الأبراج التي بناها عُزيّا في البرية لأنه كان محباً لأعمال الأرض". وقد ارتأى مرتينوس نوث أن يكون وادي البقيعة هو وادي عكور الذي رجم فيه داكان وبنوه وبناته وحميره وغنمه وأُحرقوا بالنار (يشوع 3 24:7). هذا وإن الكشف عن آثار قمران دل على أن سكان هذه الخرائب كانوا يعنون باستنساخ الأسفار المقدسة وغيرها؛ وأنهم افرزوا لهذه الغاية قاعة معينة فأقاموا فيها الموائد والمقاعد للكتابة، وأنشئوا المغاسل للتطهير قبل البدء بالعمل نظراً لقدسية ما يفعلون. ويلاحظ أن محابرهم لا تزال باقية حتى يومنا هذا، وإن صبرها لا يزال راسباً في قعورها، وأن هذا الحبر هو من نوع الحبر الذي كتبت به الدروج وهكذا فإنه يجوز القول أن بعض الدروج استنسخ في قمران نفسها يوم كانت آهلة بالمتزهدين المتعبدين، أي بين أواخر القرن الثاني قبل الميلاد والسنة 70 بعد الميلاد، وفي هذا الكتاب بحث مطول حول هذه الدروج أو المخطوطات التي عثر عليها في قمران وهي تعطي لمحة من تاريخ اليهود في القرنين الأخيرين قبل الميلاد وفي القرن الأول بعد الميلاد، وهي بحد ذاتها كافية لإظهار تفكك اليهود وفي هذه الحقبة من تاريخهم، وتبيان درجة التشويش والفوضى في صفوفهم، وكيف تعارضت أهواؤهم وتشعبت آراؤهم وتباينت مذاهبهم فأصبحوا لا تجمعهم جامعة ولا يستقيمون على وجه يعتمدون عليه. وخاب رجاء الصالحين منهم وأخفقت آمالهم ولم يبق لهم في البشر رجية فباتوا ينتظرون عملاً ألهياً، مسيحياً يوطد أركان ملكوت الله على الأرض، وأمست نبوات الأنبياء ولا سيما أشياء وحقوق أحب ما في الأسفار إليهم. هذا وإن ربع ما وجد من المخطوط كتابيً يتضمن الأسفار التي اعتبرها يهود فلسطين مقدسة قانونية منذ القرن الأول بعد الميلاد، ولا ينقصها سوى سفر استير. وهنالك نسخ متعددة من نبوة اشعيا والمزامير والأنبياء الصغار وتثنية الاشتراع تربي على العشرة، وبعض ما وجد من هذه النسخ قريب في عمره من النسخ الأم كدرج دانيال (قاع) الذي يعود إلى نصف قرن فقط بعد ظهور السفر (164 ق.م)ز وما وجد من سفر الجامعة (قاع) لا يبعد من حيث تاريخ نسخة أكثر من مائة سنة عن زمن ظهور هذا السفر، وهذا التقارب في العهد بين ما وجد من نسخ وبين الأمهات التي تقلت عنها أمر نادر بعيد الوقوع حتى في برديات مصر. إقرأ المزيد